Friday, October 29, 2010

رقصة سماوية في غرفة محترقة


هل قررت يوماً أن تحتضن أحلامك القديمة التي غابت ضمن غيوم الأيام لترقصا معاً رقصةً أسطورية؟
هل جربت يوماً أن تستغنى عن حلم قد ظننته وقتاً ما بعيداً، وتفاجئت به اليوم يصحو بداخلك ليولد تلك الأفكار وليذكرك بماضٍ قريب الذكرى على خاطرك؟

تفاجئنا الحياة دوماً بأحداث غريبة وغير مدبرة، وتبادرنا دائماً بأفعالٍ غير متوقعة الحدوث، لربما لتذكرنا بأن هناك الكثير من المشاعر لم نعشها بعد، أو أن العمر مازال فيه الكثير والكثير من الأيام الغامضة
لكم كان الإنسان بكل مايملكه من مشاعر وأفكار جم مايحيرني، فكيف له أن يضم الكثير من المتناقضات، كيف لقلب أن يحب ويدعي عدم المبالاة، كيف لعقلٍ أن ينشغل ويظن أنه فارغاً من الأفكار، كيف يظن الإنسان يوماً أنه محصنُ من الخارج وأسواره الحصينة تذود عنه كل مايمكن أن يجرحه، وبداخله الكثير من الحروب التي تؤرقه وتسهد لياليه
أنها الطبيعة البشرية التي اكتسبت دروع القلق والخوف ممن يغلفون حياتها خوفاً وقلقاً، تلك الدروع التي أضحت تسد الضوء عنها ممن يحوطنها حباً واهتماما، وتخاف يوماً أن يخترق أحدهم تلك الجدران ليدخل بين ثنايا العقل ويتسرب الى الأفكار تسرب المياه في خلايا الكائن الحي، لكم هو غريب أمرنا نحن البشر نؤمن بوجود مسميات تبعث للإطمئنان والأمان ولنا من القدرة في أن نبثها في روح كل من حولنا، ونحن أنفسنا في أمس الحاجة لأن نلمسها في حياتنا
كم هو غريب مانشعر به من مجرد اختراق أحدهم لقلاع الصمت بداخلنا، والأغرب أن يكون المخترق هو من ظننت أن اختراقك لأفكاره أسرع من اختراقه لك، فيباغتك بأنك مخطئ ، فقد كان اختراقه سريعاً صامتاً لم تشعر بوجوده تلك المدة الطويلة
وما أن شعرت بأنك اقتربت من أن تلمسه، خفت منه أن يحرق أجنحة الخوف التي طرت بها طويلاً فإبتعدت عنه، ولكنك تود منه الاسترسال في فتح أبواب صمتك، والتوغل في ثنايا أفكارك فهو يقرأ ما تطويه سطور كتابك المبهم الذي حاولت مراراً وتكراراً فتح أغواره ولم تستطع

إنه شعور غريب الوصف والإدراك، ولكنه قريب الشبه من الرقص في أحضان من تحب في غرفة محترقة تحوطها النيران من كل اتجاه