مهمةٌ حقيرة جداً أن تقرر بمحض
إرادتك أن تعيش لنفسك فقط دون أن تعير انتباهاً إلى أن هناك من الكائنات سواك في
هذا الحياة، بشراً أو حتى حيواناً، انظر حولك بعناية قبل أن تعبر الحياة، فهناك حقاً
من يحتاجون إليك.
هناك من يحتاجون أن تؤنسهم فقط
بوجودك، أن تغير مجرى حياتهم، هناك من يحتاجون لبسمةٍ منك ليستعيروا من الحياة بعض
الأمل لبعضٍ من الوقت، هناك مهموماً ينتظر منك أن تربت على كتفيه لتزيح عنه بعضاً
من همومه ويتقاسم معك بعضاً من ألمه ليرتاح، هناك كهلاً وحيداً يحتاج أن يجعل من
يديك عكازاً ليعبر به طريق وحدته الصعب، هناك من يحتاج جواباً منك لأسئلته، هناك
طفلٌ يحتاج أن ينادي أباً وهناك أباً يود لو يأوى ابناً، هناك صديقٌ وفي لم تجده
بعد، ورفيقٌ مخلصٌ ينتظر أن يشاركك رحلة الحياة، هناك وفي كل ركنٍ حكاية تود أن
تشملك، وفي كل قصيدةٍ بيتٌ يود لو يحتويك، هناك وفي كل من مجالات الحياة من يحتاج
مجهوداتك وللمشاركة في الإنماء، هناك وطنٌ يحتاجك مجهوداً وحماساً شاباً في لحظاتٍ
فارقة، وهناك انساناً يقبع بداخل كلٍ منا يحتاجه باقي البشر وتحتاجه أنت شخصياً.
فلا تبتئس ولا تيأس ولاتختار الهروب طريقاً سهلاً، وكافح بما تبقى لك من الحياة، افتح
أبوابك وأخرج لتواجه شمس الحياة المنيرة، ففي كل يومٍ يهبنا الله نوراً جديداً
يمتزج بطيفٍ مختلفٍ من كل مكان بالأرض ليختلف معه مذاق الحياة وطعم الكفاح بها.