Monday, July 23, 2012

من جيل الماضي


أصبحت للأسف الشديد أخاف من العقول التي تحيط بي..
خاصةً تلك التي تقاربني في النضج والعمر، فالكل يتناسى ماتعلمه طوال سنوات دراسته والكل يشتكي، والكل يتشكك في كل مايحدث.
أضحى الأمر مرعباً إلى أن وصل إلى حد إنكار التاريخ والحاضر الذي قد عشناه بأنفسنا، قد يكونون محقين في خوفهم كونهم لم يعيشوا الماضي، فهم لايعلمون كل ما حدث، ولاحتى كل ما يحدث.
لكن مايخيفني حقاً فكرة إنكار أي مجهودٍ وإنكار الواقع لدرجةً أصبحوا معها فاقدين المعاني لأيٍ كان، أصبحت أطمئن في صحبة كبار السن وذوي الخبرة، قد لايكون لهم هذا القدر من التعلم أو فهم معطيات العصر الحديث، قد لايفهمون المصطلحات الجديدة التي استحدثها عصرنا نحن، ولكنهم قطعاً أكثر ديمقراطيةً، وأوسع إدراكاً ووعياً لما كان، كأنهم خليط الماضي القديم وسنوات الخبرة مطعمةٌ ببعضٍ من حداثة العصر.
أشعر بغرابةٍ حقاً حينما أناقش أحد أبناء عمري وأجده منغلقاً متحجر الرأس، وأندهش حقاً حينما أجد ذلك التناغم بيني وبين من يكبرونني عمراً ويزيدونني خبرةً، لعلني حقاً لا أنتمي لهذا الجيل صاحب التطور والتكنولوجيا.
فأنا من عصر رومانسي خفيف الطلة.
أنا من أتباع وهاب وفيروز وفؤاد عبد المجيد.
أنا من رواد الحروب القديمة وتاريخ العصور الوسطى.
أنا من هيئة الدفاع عن الماضي والتاريخ ومن هواة الاحتفاظ بالأثريات.
أنا من يسكن جسد شابةٍ يافعة وأنا في الستين من عمري...ولا أزال أحلــم...

Wednesday, July 18, 2012

والحياة هي ما يحدث لك بينما أنت مشغولاً بخططٍ أخرى


في مثل هذا الوقت من الزمن ترتدي الحياة ثوبها الأصفر الباهت وقبعة الجو المحبط الذي غطى سماءها وأعطى بعضاً من سماته للبشر فأصبحت وجوههم سواء، ملامحهم هادئة، ونفوسهم مليئة بالأحداث والبراكين الكامنة التي تنتظر الانفجار بين اللحظة والأخرى.
أعلم يقيناً أن تلك الحياة قاسية على من يقسون على أنفسهم ويجلدونها بسياط اليأس والإحباط والتخاذل، ليس ذلك بضعفٍ منهم بقدر ماهو استسلام لحالةٍ ما تصيبنا بعد تجربةٍ مؤسفة أو غير موفقة في أي مجال من المجالات المفتوحة لنا، وبقدر ماكان من الأمل بقدر ماتأتي خيبة الأمل سريعاً.
وفي الواقع نحن لاندرك حقيقة الغلاف إلا لو تصفحنا ورقات الكتاب، فلا نفهم الواقع إلا لو دلفنا بين دهاليز الألغاز لحلها ووضعنا بأنفسنا في غمار التجربة لاستساغة مايحدث وفهمه ونيل شرف تجربتنا الخاصة، حتى ولو كنّا نعلم علم اليقين النتيجة مسبقاً من خبراتنا وخبرات من حولنا في تجارب الحياة المتسلسلة والغير منقطعة، لكننا نصر على المرور بكل المراحل بالتجربة بكل شجاعة ظناً منّا أن الحياة سوف تغير من طباعها من أجل بقاء أحدٍ ما، ولكن في الحقيقة الإجابة الصريحة هى "لا"، ليس عنفاً أو ظلماً منها بقدر ماهو سذاجةٌ وسطحية منّا نحن.

أظنني الآن بتُ أقف على أعتاب حقيقةٍ مؤلمة، لكي نحيا ونتعلم حقاً وجب علينا التكتيك ووضع الخطط المضادة لرغبة الواقع لصالح مانوده حقاً لأنفسنا، أن نتكيف في واقع البيئة التي تحيط بنا لنفهمها قبل البدء في أخذ المواقف المعادية والتي لاتأتي بثمار ناضجةٍ على الإطلاق، فقط اليأس والإحباط الذي يحيل البعض إلى ورقات صفراء في جوٍ عاصفٍ تستعد للسقوط أرضاً في أي لحظةٍ وأخرى.

الحياة اختيارٌ حر، فأنت في نهاية المطاف عليك الاختيار بين مصيرين واضحين أحدهما وأنت تقف على قدميك مواجهاً والآخر أن تكون جاثياً على ركبتيك منتحباً تستجدى الرحمة.