Saturday, September 28, 2013

أنا مرضية

Portrait by: Daniel F. Gerhartz

من أجمل معاني الحياة التي تعلمتها منذ أن جئت إلى مصر أن أعتمد على نفسي، و منها أن أعتمد أيضاً على ما أريده وأشعر به حقاً نحو أحد الأشخاص أو عن رأيي في إحدى الموضوعات الحيوية والمصيرية في حياتي، ربما دوماً ما أحب أن أستعين بآراء أصدقائي من جميع الفئات العمرية والثقافية لجني حصيلة لا بأس بها و لكني أستند على ما أشعر به بحاسةٍ ما في داخلي لا أستطيع يقيناً أن أجزم ماهيتها حتى الآن ولكنها دوماً ما تقودني في اتجاه بعيد عن الانجرافات، كل ما أنا أكيدةٌ منه أن تلك الحاسة روحانية مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بروحٍ سماويةٍ نقيةٍ بعيدةٍ عن الأرض التي دنسها البشر بالنوايا الخبيثة و العاطلة.
لربما هى حاسةٌ تكونت بداخلي بفضل ابتهالات أمي المحبة في ساعات الفجر و دعواتٍ صادقةٍ من أصدقائي المقربين، لربما هى من أعمال جيدة أعملها لتعود يوماً على من هم يعنونني، لربما هى حائطٌ شفاف من الخير يحوطنا الله تعالى به حفاظاً على أرواحنا الضعيفة من الانكسار.
أو إنها هالة الخير والطاقة الإيجابية التي تسرد أمي علىّ تفاصيلها في كل فعلٍ أقوم به وكيف يجب علىّ الحفاظ عليها، إنها إحدى أهم النعم التي منّها الله علىّ في حياتي، أن أكون قريرة النفس مرتاحة الضمير، أحمد الله على نعمة الرضا...فأنا حقاً شخصية مرضِّية.