يكمن في أعماق كل منا شرير صغير، يولد معنا ويعيش بسجن ما بداخلنا قدر مانريد، نغذيه من طباعنا ونسقيه من أخلاقنا، فالبعض يطلق سراحه عندما يدق الاستسلام أبواب إرادته، والبعض الآخر يجعله حبيس سجنه انتصاراً منه على الشر، والبعض يتناسى وجوده كي يطلق لنفسه العنان في سلوكه وفي آرائه ، ليتعلم من الظروف قدر مايشاء وليكتسب من مشاكل الحياة ثقلها التى تشد من أزره في أوقات المحن
قال لى أحدهم يوماً أن السلوك الإيجابي يقتل دوافع الشر بداخلنا، فعندما يبدأ يومك بابتسامة فى وجه أحدهم يشرق يومك وتدفن المشاكل قبل أن تولد، أعجبتني الفكرة حينها اقتناعاً مني أنني لست مستفيدةً من خلق عداءاتٍ لمجرد أنني لم ابتسم في وجه أحدهم، ولكن بمرور الوقت اكتشفت انني بابتسامة بسيطة أخلق تفاؤلاً في قلوب البشر دون أن أعلم حتى وإن كنت حزينةً وبهذا اكتسبت أجر صدقة من الله، وراحة لمجرد رؤيتي وجه ضحوك يرد لى التفاؤل
وهذا على الصعيد الهادئ، في حياة تسير فيها الأحداث بهدوء ماقبل العواصف، ولكن على الصعيد الآخر حياة تملؤها الأحداث الثائرة واحدةً تلو الأخرى، تثور النفوس وتحتقن المواقف ويزداد حجم الهموم بازدياد المتطلبات، ولانرى بداً من أن نرد حقوقنا وأن نحارب من أجل أن نعيش حتى وإن كانت بطرق ملتوية وبذلك يستيقظ ذاك الشرير القابع في النفوس تغذيه تلك الأفكار
وهكذا وبازدياد الأسعار يزداد الجوع، وبازدياد البطالة يزداد التسول، وبزيادة الفقر يزداد عدد اللصوص، وبزيادة الظلم يزداد الحانقين الى أن يتحول العالم الى دائرة مرعبة يحيطها الشر من كل جانب لأن هناك من استسلموا لأفكار الشر المكتسبة من الحياة
يكمن الحل هنا الى السلوك الأقوى، فمن هو الأقوى؟ ذلك الشرير الذي ينتظر أن يكسر حواجزه ليخرج منتقماً منتصراً، أم للعقل البشري الطيب الذي حباه الله نبضاً من قلب ولد نقياً من كل مكتسبات الحياة
هل يمكن أن تكون الابتسامة وقتها كافيةً لأن تضحض ذلك الشرير، أم نحن بحاجة لسلوك أقوى من الابتسام الذي أضحى صعباً؟
No comments:
Post a Comment