Monday, August 30, 2010

بلدنا...دنيا العجائب





و أنا بعمل مرور كالعادة في المستشفى وبلف على أوضها وأقسامها إتفاجئت بيه، ماكنتش متصورة إني ممكن أشوفه هنا بالذات، لااااااوإيه ماشي شادد طوله وفارد شنبه ومتقمع، آخر قلاطة كأنه برنس ماشي محدش قده ولاقادر يمنعه من جولته اللي عملها قبلي في أوض المستشفى وأقسامها
متعرفوش إيه الفضول اللي خلاني أركز معاه وأمشي وراه علشان أشوفه رايح فين، وياااااال الصدمة "أوضة العمليات" كان ممكن أروح فيها دي لولا إني إتماسكت وخدت نفس جامد .... ووراه
البيه ماشي براحته أصلهم مش راشين العمليات ولا المستشفى كلها ليهم أكتر من شهر، آه... صرصار

البيه الصرصار اللي محدش عرف يمنعه هو وغيره من دخول أكثر الأماكن تعقيماً على وجه الأرض ( طبعاً ده على إفتراض إننا في المدينة الفاضلة، نوعاً ما) ، فكرت أنادي على الست النيرس ( اللي مفروض برده إنها راعية النظافة والتعقيم في العمليات) اللي صدمتني وجابتلي جلطة في مخّي وخلتني أقف زي واحد عنده حالة من البلاهة العامة وهيّ بتقوللي "صرصار إيه باباشمهندسة، ده بقى الطبيعي عندنا، أومال لو كنتي موجودة جوة العملية لمّا الفار نط من على كشاف العمليات في بطن العيّان" ؟؟؟؟؟، وأحب أنوّه برده لعلم حضراتكم إن التكييف المركزي مش شغااااال في المستشفى، أصل الإدارة الهندسية الغير طبية تليفونهم بايظ والناس مش عارفة تكلمهم خااااالص، يعني العمليات شغالة في جو رومانسي هادئ تملأه البكتريا والحر والصراصير

طبعاً أنا ميديالكم وقتكم في الاذبهلال والتعجب والاستنكار والشجب والإدانة وكل اللي نفسكم فيه

أصله بجد وضع غريب لمّا كان بيحصل قدامي سلوك مستهجن أو مش مصدقة إنه موجود كنت ببقى عارفة شعوري إيه، بس هنا أنا مش عارفة المفروض أحس إيه بالضبط، وحتى لمّا سألت عن الدكتور المسئول عن العملية وقتها عرفت إنه بس بلّغ عن الواقعة، وكأنها محفظته اللي اتسرقت منه، مش شرف مهنته وقدسية مريض بين إيديه، هو إيه اللي بقى يحصل، هو إحنا وصلنا للدرجة دي من التناحة؟؟؟

بس تعرفوا بجد، دلوقتي بس فهمت إن إحنا بلد الأمن والأمان، بس مش للمواطنين .....للصراصير

Sunday, August 22, 2010

وداعٌ من نوعٍ خاص


من ميناء الحياة نستقل سفينةً ضخمة، تضم كثيراً من البشر، قد لانعرف بعضنا البعض ويظل كلٌ منا ينظر للآخر انتظاراً منه أن يبدأ بالحديث فيتم التعارف الذي يكسر ملل الوحدة وعدم الاجتماعية، فالرحلة غالباً ماتطول وكل منا يود لو حطم تلك العزلة والوحشة أناس جدد يتبادلون معنا الأفكار ويتجاذبون أطراف الحديث
ومن نظراتنا قد نعرف مدى الترحيب الذي تلاقيه أرواحنا لدى بعضها البعض، فيحدث أن يبادر أحدنا الآخر بابتسامةٍ ترحب بالتعارف فيبدأ الكلام وتبدأ الحياة فيما بيننا، ويطول الكلام وتطول الأيام وتتحول تلك المعرفة العابرة الى عشرةٍ طويلة وذكرياتٍ جميلة يستحيل نسيانها، وتقصر الأيام وتقترب اليابسة منّا فيقترب معها الرحيل ويبدأ كلٌ منا بالتفكير في الوداع

مافائدة الوداع؟ ماذا يجدد في نفوسنا؟ ماذا يزيد من العلاقة بين المودعين؟ إنه من المشاعر الغريبة والمبهمة بالنسبة لي، فقد مررت بكل أنواع وأشكال الوداع، وداع الفراق، ووداع الموت، ووداع السفر، صدقاً لم يختلف كثيراً، يترك نفس الانطباع في نفسي، ونفس الدموع في عيني، لايترك سوى هوةً فارغةً في روحي أظل أنادي بداخلها لعلي أسمع يوماً رداً ممن ودعت، لعله يسمعني أياً كانت أراضيه

واليوم، أودع أصدق أصدقائي الذي لاأظن أن الحياة ستمهلنا للقاءٍ ثانٍ قبل الرحيل، أكتبها له لعلي لاأستطيع ان أقولها له يوماً، ياصديقي كنت مرآتي التي رأيت فيها نفسي على حقيقتها، وجزءاً من ضميري الذي كنت أسمعه في قراراتي، وفارساً مثالياً من فرسان الأساطير الغابرة، تمتلك بداخلك شباباً حياً ووقاراً كوقار شيخٍ حكيمٍ، أدعو لك الله بأن توفق في حياتك وأن يكلل طريقك بالنجاح الذي تتمناه وتستحقه