Sunday, August 22, 2010

وداعٌ من نوعٍ خاص


من ميناء الحياة نستقل سفينةً ضخمة، تضم كثيراً من البشر، قد لانعرف بعضنا البعض ويظل كلٌ منا ينظر للآخر انتظاراً منه أن يبدأ بالحديث فيتم التعارف الذي يكسر ملل الوحدة وعدم الاجتماعية، فالرحلة غالباً ماتطول وكل منا يود لو حطم تلك العزلة والوحشة أناس جدد يتبادلون معنا الأفكار ويتجاذبون أطراف الحديث
ومن نظراتنا قد نعرف مدى الترحيب الذي تلاقيه أرواحنا لدى بعضها البعض، فيحدث أن يبادر أحدنا الآخر بابتسامةٍ ترحب بالتعارف فيبدأ الكلام وتبدأ الحياة فيما بيننا، ويطول الكلام وتطول الأيام وتتحول تلك المعرفة العابرة الى عشرةٍ طويلة وذكرياتٍ جميلة يستحيل نسيانها، وتقصر الأيام وتقترب اليابسة منّا فيقترب معها الرحيل ويبدأ كلٌ منا بالتفكير في الوداع

مافائدة الوداع؟ ماذا يجدد في نفوسنا؟ ماذا يزيد من العلاقة بين المودعين؟ إنه من المشاعر الغريبة والمبهمة بالنسبة لي، فقد مررت بكل أنواع وأشكال الوداع، وداع الفراق، ووداع الموت، ووداع السفر، صدقاً لم يختلف كثيراً، يترك نفس الانطباع في نفسي، ونفس الدموع في عيني، لايترك سوى هوةً فارغةً في روحي أظل أنادي بداخلها لعلي أسمع يوماً رداً ممن ودعت، لعله يسمعني أياً كانت أراضيه

واليوم، أودع أصدق أصدقائي الذي لاأظن أن الحياة ستمهلنا للقاءٍ ثانٍ قبل الرحيل، أكتبها له لعلي لاأستطيع ان أقولها له يوماً، ياصديقي كنت مرآتي التي رأيت فيها نفسي على حقيقتها، وجزءاً من ضميري الذي كنت أسمعه في قراراتي، وفارساً مثالياً من فرسان الأساطير الغابرة، تمتلك بداخلك شباباً حياً ووقاراً كوقار شيخٍ حكيمٍ، أدعو لك الله بأن توفق في حياتك وأن يكلل طريقك بالنجاح الذي تتمناه وتستحقه

2 comments:

Omicron said...

مافائدة الوداع؟ ماذا يجدد في نفوسنا؟ ماذا يزيد من العلاقة بين المودعين؟ إنه من المشاعر الغريبة والمبهمة بالنسبة لي، فقد مررت بكل أنواع وأشكال الوداع، وداع الفراق، ووداع الموت، ووداع السفر، صدقاً لم يختلف كثيراً، يترك نفس الانطباع في نفسي، ونفس الدموع في عيني، لايترك سوى هوةً فارغةً في روحي أظل أنادي بداخلها لعلي أسمع يوماً رداً ممن ودعت، لعله يسمعني أياً كانت أراضيه

My best part

Sarah El Said Mohamed said...

:)