قد يبدو استسلاماً، قد يبدو يأساً، قد يبدو إحباطاً من تساقط الأحلام ومن الحياة وفرصها القليلة التي يقرر الإنسان أن يعطيها لنفسه بها من أجل أن يحظى بفرصٍ أخرى لكي يحيا كما يحب أن تكون حياته.
ولكن حقاً حينما يدرك الإنسان أن هناك الكثير من التضحيات التي يجب أن يدفعها مقابل سعادته التي يراها حقٌ من حقوقه، قد يحاول، قد يأخذه الحماس ونشاط الإرادة إلى فعل كل مايجب عليه فعله من تخطٍ للعقبات وتحدٍ لكل مايواجه أمانيه، إلى أن يصطدم مرةً أخرى بحائط الممنوع والغير مرغوب والذي لايجب ولن يجب فعله، قد يبدو أيضاً ماأقوله مبهماً، ولكن يظل ذلك الشئ الذي يُحس فقط من ماتبقى لدينا من روحٍ يؤلمها البقاء، ذلك الإحساس المميت بالوحدة التي تنزوي إليها النفس من جديد، والصمت الممل الذي يحيط بها من كل جانب لتلجأ إليه علّه يحميها من الكلام ومن فروض الواجب، ويليه الهروب من النفس الذي يجعلنا تائهين عن معنى السعادة التي يجب علينا إقتناص وجوده حتى وإن كان يُرى وهمياً في لحظةٍ مستقبلية.
وفي تلك الحياة لايبقى لدينا سوى احتمالين للبقاء واعيين لما يحدث وتقبله، إما أن تكون اقتناص السعادة من الفروض الواجبة علينا، وحينها ستغدو الحياة مفهومةً إلى حدٍ ما، وإما أن السعادة والحياة وجهين لا ولن يلتقيان أبداً.....حتى وإن حاولنا ..