Tuesday, June 14, 2011

ذلك حينما يكتمل قمري


لكم يعجبني أن تبدو منيراً ومشعاً بهذا الشكل رغم ظلام السماء المترامي من حولك، وأحياناً ما أتسائل هل الليل مظلمٌ جداً لذا تبدو لنا مضيئاً أو أنك نقياً أبيض اللون حقاً؟ ولكن هل تعلم، لايهم فأياً كان يظل يجذبني هو ذلك الوهج الأخاذ الذي يحيط بك، كأنك نجم من نجوم حفلٍ راق سلطت عليه أضواء المسرح ليظل مرئياً جاذباً لكل المتفرجين.

منذ كنت صغيرةً أترقب السماء ليلاً من شباك غرفتي وأقوم بلعبة رسم الغيمات الذي أسبح معها في عالم طفوليٍ بعيدٍ جداً عن الواقعية التي لم أعط لها من البال اهتماماً، فقط كان يجذبني ضؤه الذي دائماً ماكان يبهجني، كنت أصدق دومأ أن اكتمال القمر دليلٌ على رضا الله في السماء علينا فيهبنا نوره ليرشدنا من خلاله الى طريقنا في الأرض، ولقد كبر المعني بزيادة الأيام في عمري وبكبر مفهوم الحياة ومسميات الأشياء في ذهني، فارتبط الأمل وتجدده في نفسي باكتمال القمر، كأنني انتظر اكتماله لتكتمل نفسي من خلاله، لتكتمل فرحتي وآمالي، أو لتكتمل أحلامي، ليكتمل معها مانقص وضاع مني في مشواري، وكأن الليل هو مصغرٌ للحياة بما فيها، ويأتي هو ليخبرني أنني أبدأ معك وأظل أكبر وأكبر وأتوهج لأنير لك لتأتي إلىّ عبر الظلام، علّك ترين النور في ظلامك الدامس الذي يكاد يخرجك من أبواب الأمل والحياة باستسلام وهروب

آهٍ مماتحمله في نفسي من معانٍ وذكريات أضحت محفورةً في خلايا عقلي،كثرت آمالي بوجودك، يزداد أملى بنورك واكتمالك، يزداد يقيني وإيماني بنور الله - تعالى- الذي يبثه في نفوسنا بمجرد النظر لذلك النور الذي يغلفك، فهو يحمل لي معه الكثير من الأحداث والذكريات التي لاأستطيع نسيانها، لاتستطيع عيناي مفارقة التطلع إليك، ولا أستطيع التوقف عن الحديث إليك، كأنني أكلم رفيقاً على سطحك أنتظر منه الرد أو ينتظر قدومي إليه، قد يكون مساً من الجنون، ولكن ماهو المنطقي والمعقول في عالمنا؟!

ستظل أحلامي تمتد وآمالي تعلو لتصل إليك في سماءك العالية، علّنا نأتي إليك يوماً لنحقق ماحلمنا به على سطحك، ربما لنسافر بعيداً عن الأرض بما فيها، ربما لنفرح، ربما لنرقص، ربما لنحتفل، ربما لنقتبس بعضاً من نورك، علّنا نضئ الطريق لبعضنا البعض في مستقبل قريب..