Thursday, September 6, 2012

إنت هنا ليه؟

أحياناً بيقف البني آدم حائراً عمّال يدوّر جوة صندوق أفكاره اللي شايله جواه على إجابة لسؤال بيتكرر كل مايبدأ يعمل خطوة مختلفة أو يكون في مكان جديد أو يشارك في أي عمل أو نشاط برة الكادر اللي اتعود عليه، "هوا أنا بعمل إيه هنا؟ أنا هنا ليه؟!!"...
السؤال فعلاً محير وأحياناً بتاخدنا دماغنا لبعيد ونبدأ نتفلسف في الإجابة لدرجة ممكن توصلنا لأصل وجودنا في الحياة من الأساس، وهنا الدماغ ممكن تبدأ تصدّع من كتر الكلام والتفكير...
بس لو جربنا ناخد مغزى السؤال من منطلق أول حاجة بتيجي على بالنا أول ما نسمعه ولقطنا أول فلاش للكلام اللي بيترسم في عقلنا وقت مابنسأله، هيكتشف كل واحد مننا إن الإجابة شايلة هدف الحياة بالنسبة ليه، هوه دة اللي إحنا بجد مؤمنين بيه وعلشانه بنمشي في طريق يمكن بيكون بالصدفة اتحطينا فيه، بس بنقرر نكمل فيه اعتماداً على حدس كل واحد فينا، ومن وقتها الدنيا بتتغير.
بتستغرب من الإجابة أحياناً كتير، بس كفاية إنك تبص في عينيه علشان تحس حجم الإيمان اللي بيحتويه وحركو و جابو في المكان ده على الرغم من كل ملامح اليأس والإحباط وضبابية الرؤية اللي مالية سما المصريين اليومين دول بحكم الظروف السياسية المتلخبطة واللا مستقرة.

في الكام يوم اللي فاتوا وفي لوحة فنية حية اسمها (صنع في مصر) اتجمعوا حبّة كدة من الشباب من مختلف الاتجاهات الفكرية والعلمية ومن مختلف الرؤى و الأهداف، اتجمعوا على عمل وحيد، يمكن وحيد في تجميعه ليهم كده، بس الأهداف اللي جمعت الناس حواليه قطعاً مش وحيدة.
صب كل واحد مننا فيه مما يحمل من إبداعٍ يخصه وحده، ورحل آخر اليوم تاركاً بصمته للذكرى، وتاركاً بداخلي هذا السؤال المحوري الذي وجهته لكلٍ منهم "ماالذي دفعك لإمضاء بعضٍ من وقت حياتك في هذا الطريق؟!".
وبصراحة كانت الإجابات مثيرة وكتيرة ومختلفة وممتعة جداً، علشان كدة قررت أشارككم منّها:


 "خُلقت لأعمل وأساعد وأكافح، وأحس بنعم الله رب العالمين".
"لأنه عصر العلم!!".
"لاقتناعي أن الحياة ليست عمل فقط وأنه يجب أن أساعد الآخرين مما تعلمت ولحبي للعمل ولأفيد وأستفيد!".
"عاوز أشوف مصر دولة صناعية، علشان كدة بشارك في (صنع في مصر)، لأن مشاريع التخرج هى الأساس لأكبر الشركات والمصانع في العالم".
"علشان أتعلم حاجة مختلفة وأكون عضو في مجتمع جديد، مجتمع مهندسين أصل التطور، وعلشان أتكلم عن تجربة ممتعة مع ناس مختلفين".
"لاستمتع بوقتي مع مجموعة لها نفس طريقة التفكير، ولها نفس الهدف".
"هو جزء من رد الجميل لمن قرروا أن يقضوا جزءاً من حياتهم  من أجلي حينما كنت طالباً".
"لله رب العالمين".
"لارد بعضاً للمجتمع الذي أعيش فيه، وأقابل أصدقاءٍ جدد وأشاركهم ويشاركونني السعادة".
"لاكتساب خبرة جديدة والتعرف على أشخاص جديدة نشيطة".
"علشان أنفع ناس كتير بإني أساعدهم في عرض مشاريعهم وكمان علشان أغير جو شوية برة الجيش".
"حسيت إنما فيه طريق لتغيير المستقبل للأحسن، وبالفعل كانت نقطة تحول في رسم مستقبل حياتي اللي أصلاً أنا دلوقتي مقتنع إنه ماشي صح، شكراً (صنع في مصر)".
"علشان مصر تبقى أحلى".
"علشان طول عمري نفسي أحس إني بعمل حاجة مفيدة للناس، دايماً شايفين حاجات محتاجة تتصلح وتتطور ومحدش بيعمل حاجة ولما لاقيت الفرصة أن فعلاً أعمل تغيير في المجتمع اللي أنا عايشة فيه استغليت الفرصة، وبس".
"حلم حياتي إني أرى نتجات مكتوب عليها (صنع في مصر) وتكون نواة لبحث علمي قوي واقتصاد قوي وشباب متفتح ذو أساس علمي وعملي قوي من أجل بناء دولة علمية مدنية نتباهى بها في المستقبل القريب-إن شاء الله-".
"من باب زكاة العلم".
"بداية لانطلاق مصر".
"كان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه!".
"علشان معتقد إن العمل التطوعي واجب على كل واحد، وكل واحد لازم يقدم الخدمة دي في المكان المناسب ليه، وشايف إن (صنع في مصر) هى أكثر مكان مناسب ليّا".

ودي نماذج من الإجابات اللي ممكن تغير الكون وتقلبه لإنها نابعة من إيمان كل واحد منهم بقضيته وبوجوده، الحقيقة كنت بثبت لنفسي إن كلنا مؤمنين بقضايانا ومش بس بنادي بمجموعة شعارات مالهاش صدى جوانا، وده دوري للإجابة على السؤال:
"أصدق أن تغيير مجتمع مثل مصر يحتاج إلى ثورةٍ صادقةٍ على النفس، يحتاج إلى إيمان كل منّا في مكانه بإن له من المساحة ولو الصغيرة ليعمل فيها بإخلاص ليثبت أن للمجتمع أطرافاً عديدة تعمل من أجل بناءه، وأنا هنا في مكاني المناسب للعطاء الذي يتكامل من أطرافٍ عديدة ليعطي نتائج أبهرت لفيفٌ ممن يكبروننا عمراً وخبرة..
إنه الإيمان الذي يحرك جبالاً ويعدو فوق سطور المستحيل ليطويها..أننا مجموعةٌ من خيوط الشمس التي تكاملت في نموذج مصغرٍ للواقع و أشرقت في يوم المهندس المصري...يوم شباب مصر"

في الحقيقة كل ده بيفكرني بمشهد من فيلم "في بيتنا رجل" لإحسان عبد القدوس لما عبد الحميد (رشدي أباظة) سأل إبراهيم حمدي (عمر الشريف) سؤال الفيلم المحوري: "ليه عملت كل ده وعرضت حياتك كلها للخطر؟!" فجاوبه: "الإيمان ياعبد الحميد...الإيمان!!".




9 comments:

Unknown said...

Awesome ! :)

samar Ali Nosseir said...

جاااامدة :) :)

Sarah El Said Mohamed said...

@ Hany, @ Samar: Thanks dears :)

Hend Ismail said...

believe it or not, i have just read this...Amazing ya Sara

Sarah El Said Mohamed said...

@ Hend glad that you did, thanks honey :)

dog health pedia said...

very nice blog

Wohnungsräumung Wien said...

مجهود راائع

my cat care blog said...

جامده جداا

Mr Fitness For You said...

Thank you