اعتدتُ أن أراه وإن كان خيالاً، اعتدت
أن تحرقني نظراته الناقمة، واعتدتُ في كل مرةٍ وبقلبٍ بارد أن أضعه في كفنه وأحفر
قبره بيدي وأدفنه فيه مثلما علّمني، ناثرةً وردي الأبيض وذارفةً لآخر دموع اشتياقي
لمامرّ من أحداثٍ، وأظلُّ أزوره من آنٍ لآخر لأقرأه فاتحةً وأتلوه مااعتدت من
دعواتٍ، إلى أن تغمرني الحياة أحداثاً تُغرقني انشغالاً فأنسى زيارته، ولكنني
أظلُّ حاملةً في روحي نسماتٍ من ذلك الطيف والرائحة والصوت، وذكرياتٍ من نسْجِنا
معاً كأنها سجنٌ لافرار منه وذنبٌ لاتوبة له، وهذا هو الحال، أتحمل ماأٌقذف به إلى
أن يأتيني ذلك اليوم فأتوقف فيه عن ممارسة الحياة وأُدفن في عالمٍ آخر...
No comments:
Post a Comment