كانت مكالمةٌ هاتفيةً من أحد زملاء
العمل طالباً لصنيعٍ أقدمه له قد يساعد والده المريض كي يبكر من موعد إجراءه
لعمليةٍ جراحيةٍ ما بحكم عملي في مستشفاً عام، وقد وعدته بتقديم أقصى ما أستطيع.
وكان أيضاً يوماً حافلاً بالعديد
من إجتماعات العمل وأحداث الحياة، ومر يوماً ويوماً آخر وقد نسيت، نسيت ماكان من
المكالمة، نسيت كأن مرض الألزهايمر أصاب ماتبقى من ثنايا عقلي الشاب، نسيت أن هناك
شخصاً ينتظر مني بعض الخلاص لحاله، نسيت أن أقدم بعض ما أستطيع لذلك الرجل الضعيف
الحال.
مرّ يومان ولم أتذكر إلا عندما
باغتتني إحدى الرسائل تخبرني بوفاة ذلك الرجل، تجمد بعض الدم في عروق رأسي كأن
الحياة توقفت لبضع دقائق لتخطرني بعد ذلك، أنه هو ذلك الرجل الذي طلب منك بالأمس
مساعدةً لم تلبيها!!
بعمري لم أتوانى عن تقديم عونٍ
لأيٍ من إحتاجه مني، والآن فقط وجب علىّ النسيان، كأنني قتلته، مات وفتح بما يقض
مضجعي العديد من التساؤلات...
كيف نسيت؟ أيفترض أن أنسى وأنا
بمثل هذا العمر الشاب؟ أيفترض أن أنسى مثل هذا الطلب؟
هل نسيت حقاً أم تناسيت عمداً ولا
أشعر؟
إن لم أنسى هل كان سيعيش بعضاً آخر
من حياته؟
أحلم به يوماً من بعد يوم، يعاتبني
برقةٍ مخجلة...
أطلب منك حيث كنت أن تسامح نسياني،
وإن كنت ساعدت مرضك في أن يقتطع ماتبقى من حياتك لتكون الآن بعيداً عن ذويك فاعلم
أنني أشعر بالذنب يقتطع من ضميري أوصالاً، أنحني أسفاً لك وأعلم أنني بسببك سوف
أراقب نفسي يوماً من بعد يوم كي لا أنسى.
رحمك الله رحمةً واسعة وجعل مستقرك
في جناته وألهم ذويك الصبر والسلوان..آمين
No comments:
Post a Comment