Friday, October 25, 2013

بعد هدوء العاصفة

By: Alexandra Marinina
هدوءٌ يغلف الجدران المحيطة بالمدينة التي لم تعد فاضلة، التي لم يعد سكانها آمنون ولم يعد يفكرون سوى باليوم أن يمضي بسلام ودون أن ينتهي بسماع صراخات تتأوه من فرط ألمٍ ما أحلّ بها أو إحباطٍ صامت يدق أبواب أرواحنا الهادئة التي أصبحت تترقب المستجدات.
بتنا نراقب الوقت الذي لطالما بات يراقبنا دون أن ينبس ببنت شفة عمّا يحمله لنا من مفاجئات،  ودون أن يُنبهنا أنه يمر أسرع من ما نتصور، بعد أن كان يحمل الأمل بين دقائقه و ثوانيه أصبح يحمل الخوف من مستقبل الثواني القادمة، أصبح الجميع يخافون من الغد، من المستقبل، من المفاجئات، ومن الأمل أن يكون خادعاً أيضاً، فباتوا لايفكرون سوى في اليوم أن يمضي...

وعلى خلفيةٍ موسيقيةٍ باهتة بدأت أرقص رقصة الوداع الأخيرة في باحة أطلال مدينتي الفاضلة، علَّها لم تكن يوماً، علِّها كانت بقع ألوانٍ براقة تناثرت رُغماً عني على أوراقي المبعثرة هنا و هناك فظننتها لوحةً حقيقية للواقع، علَّني كنت حالمةً متظاهرةً بما هو غير واقعي وحان الأوان أن أُسدل الستار على رومانسية العصر الذي مرّ فلم يعد هناك سوى طرق غير متقاطعة يمر كلٌ منا على حداً غير آبه أو مكترث، فمنا من وصل، ومنا من لايزال يسير آملاً في الوصول يوماً، ومنا من لم ولن يصل...

Saturday, October 5, 2013

في لوحتك النفسية



عندما تفقد الشهية لأن تتكلم و تسرد ما تشعر به، عندما تعجز أن تتكلم لأن الجمل استعصت في عظمتها على أن تصف ما يجول في داخلك فقط اسكت و إلتقط فرشاتك و أطلق العنان ليديك تنساب من خلالها ما يريد أن يفتح أبواباً منك للهروب خارجاً حيث النور..
حيث لاتتراكم الأفكار تثقلك، و ستتفاجأ حين ترى نفسك تخرج من طفحات يديك لترى  الموقف و قد مرَّ كاملاً في خطوط قلمك يرسم ملامح القلق و تنهيدات الإحباط، ستلمس بعينيك جبالاً عاليةً من القلق اللا مبرر و أنهاراً منسابةً من دموعٍ طويلةٍ بسببٍ أو بدون سبب.
بدون وعىٍ منك سترى في لوحتك الحل الذي يتضارب ما بين تفكيرٍ و شعور، بدون أن تشعر سترى أين أنت و ماذا تريد وعلى أي أرضٍ تقف.. فقط بدون أن تشعر..

Saturday, September 28, 2013

أنا مرضية

Portrait by: Daniel F. Gerhartz

من أجمل معاني الحياة التي تعلمتها منذ أن جئت إلى مصر أن أعتمد على نفسي، و منها أن أعتمد أيضاً على ما أريده وأشعر به حقاً نحو أحد الأشخاص أو عن رأيي في إحدى الموضوعات الحيوية والمصيرية في حياتي، ربما دوماً ما أحب أن أستعين بآراء أصدقائي من جميع الفئات العمرية والثقافية لجني حصيلة لا بأس بها و لكني أستند على ما أشعر به بحاسةٍ ما في داخلي لا أستطيع يقيناً أن أجزم ماهيتها حتى الآن ولكنها دوماً ما تقودني في اتجاه بعيد عن الانجرافات، كل ما أنا أكيدةٌ منه أن تلك الحاسة روحانية مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بروحٍ سماويةٍ نقيةٍ بعيدةٍ عن الأرض التي دنسها البشر بالنوايا الخبيثة و العاطلة.
لربما هى حاسةٌ تكونت بداخلي بفضل ابتهالات أمي المحبة في ساعات الفجر و دعواتٍ صادقةٍ من أصدقائي المقربين، لربما هى من أعمال جيدة أعملها لتعود يوماً على من هم يعنونني، لربما هى حائطٌ شفاف من الخير يحوطنا الله تعالى به حفاظاً على أرواحنا الضعيفة من الانكسار.
أو إنها هالة الخير والطاقة الإيجابية التي تسرد أمي علىّ تفاصيلها في كل فعلٍ أقوم به وكيف يجب علىّ الحفاظ عليها، إنها إحدى أهم النعم التي منّها الله علىّ في حياتي، أن أكون قريرة النفس مرتاحة الضمير، أحمد الله على نعمة الرضا...فأنا حقاً شخصية مرضِّية.

Saturday, August 24, 2013

Be happy please,


And finally he finds Peace and Love; he finds a true normal life...
It's really good to be happy, please be happy =)


Saturday, July 6, 2013

صندوق دعم مصر، ومن هنا بدأ المصريون ببناء بلادهم من جديد



دايماً كنت ببص لدول شرق آسيا بنظرة إعجاب منقطع النظير للي وصلوا ليه من توغل ثقافة التربية عندهم لحد أنه بقى حاجة أساسية من ملامح حياتهم وتقاليدهم وقوانين عيشتهم كمان، فاكرة الكارثة الاقتصادية التي كانت قربت تهدم الصناعة في كوريا الجنوبية وبدأت الشركات المصنعة الكبيرة عندهم زي سامسونج و دايو بضخ فلوس لدعم دولتهم في قمة الكبوة، فاكرة زي ما كلنا فاكرين اليابان في عز كوارثها الطبيعية والغير طبيعي كمية الحماس والنشاط اللي بيبتدوا بيه كل مرة من الصفر بعشم كبير يرفعوا بلادهم على ضهورهم ويمشوا بيها لحد ماتبقى دولة مستقرة من تاني.
دايماً كنت ببقى نفسي أشوف في البورتريه ده مصريين هما اللي شايلين بلدهم على ضهورهم، بس كنت برجع في حلمي للأسف لاقتناعي الشديد إن مصر منتشر فيها ثقافة الأنانية بشتى الأشكال، والمصالح الخاصة قبل المصالح العامة، بس ده كله انتهى النهاردة، النهاردة بعترف إني كسرت القاعدة والقناعة دي من جوايا، من يوم مابدأت مصر تطرد أشباح الماضي وتفتح بواباتٍ جديدة للمستقبل، حاجة اسمها صندوق دعم مصر اللي انشأته قناة cbc واللي دشنته امبارح عبر مكاملة مع المذيع/ خيري رمضان على برنامجه، ومن وقتها تم التبرع فيه من رجال أعمال مصريين فقط بمبالغ اتخطت 900 مليون جنيه مصري في أول ساعة، وكمان اتبرعت فيه القوات المسلحة المصرية بـ300 مليون جنيه مصري، وكتير من الرموز الإعلامية والسياسية ورجال الأعمال الغير مصريين والمصريين المقيمين بالخارج ومواطنين عاديين قاموا بإيداع مبالغ عينية من مرتباتهم الشهرية ودفاتر معاشهم وأطفال دفعوا من مصروفهم اليومي، ولسة الصندوق مفتوح علشان مصر لكل واحد عاوز يساهم في بناء بلاده، الصندوق هيكون تحت إدارة رئيس الجمهورية المؤقت المستشار/ عدلي منصور للبدء في مشروعات تكافل اجتماعي ومساعدات للفقراء في شهر رمضان المبارك، رقم الحساب للتبرع (306306)

يللا بينا كلنا نبني الصندوق ده ونملاه، خلونا نكتب في التاريخ حاجة تغير من تفكير المصريين نفسهم في نفسهم، ومن هنا هيبدأ المصريين يبنوا بلدهم من جديد، بحبك يامصر.



Friday, June 7, 2013

باحثٌ دون جدوى


كلما نظرت إليه الآن وجدته وحيداً يائساً حاملاً روحاً حزينة، ليس ذلك الشخص الذي عرفته حينها، عندما كان يبدو شخصاً مستقراً نفسياً ذا ملامح واضحة وكلامٍ محدد و معروف المعاني، يشذ عن القاعدة التي تقول أننا كلما اقتربنا من الأشياء رأينا ملامحها بوضوح وكلما ابتعدنا عنها بدأت تبهت، واليوم وأنا أقف على أعتابٍ بعيدةٍ عن صداقتنا التي جمعتنا يوماً وثقةٍ به كانت تصل بي لأبعد الحدود، أراه بوضوح وأرى تلك الشخصية الحقيقية التي اختبئت وراء قناع المثالية والوضوح، و لكني لازلت أتفاجأ بي في كل مرةٍ أتعاطف معه فيها وأرى مالايراه أحداً مِن مَن حولي.
مقتنعٌ تمام الاقتناع أن كل من حوله يحتاجون منه معروفاً وأن صداقاتهم معه لمصلحةٍ يبغونها منه، يحاصر نفسة بكمٍ من شعارات الثقة الجوفاء بأنه أقوى البشر ومن بيديه كل المقاليد وهو يملك أضعف الأرواح ويحتاج لدعم كل من حوله ولكنه يبتعد عنهم برسم القسوة و عدم المبالاة، لو واجهته يوماً بأنك تراه بوضوح من وراء هذه النافذة الزجاجية التي يختبئ بخلفها لارتبك و اضطرب و لابتعد عنك لأنك اقتحمت مايواريه.
يرمي بنفسه في زخم البشر فقط لإضاعة الوقت الذي يمر به وهو يفكر بحاله و بما وصل إليه، ولماذا يبتعد الجميع عنه، يبحث عن ما يقر عينيه و يتمنى أن يجد نفسه ويفهمها ويود أن يجد الراحة بانتظاره، ولو فكّر قليلاً و هدأ لوجد سعادته فيمن يحيطونه اهتماماً دون أدنى مصلحةٍ أو مبرر، ولكنه للأسف لم و لن يحاول أبداً!!

كم هو محبطٌ أن ترى طائراً يحاول أن يكون أسداً، لم يعترف بحاله وقرر أن يكون أقوى الأقوياء متجاهلاً كم من الشجاعة و الراحة و القدرة على الإدّعاء بكفاءة هو يحتاج!!


Wednesday, May 15, 2013

شباب إخوان..وأعدّوا


صباح الخير واصطبحنا واصطبح الملك لله، وأنا نازلة النهاردة من المقطم ورايحة على شغلي لاقيت مجموعة من الشباب واقفة ومصفوفة على آخر جبل المقطم وكل واحد واقف وشايل لوحة مكتوب عليها جملة أو رسالة، الشباب دول ضمن حملة سموها "تفائلوا" وعلى أول اللوحة دي شعار الإخوان المسلمين المشهور "وأعدّوا" والسيفين اللي ف قلب بعض ، وقام واحد حادف في وشي بونبوناية و منشور كان ده مضمونه:

في اصطباحة زي الفل ويوم جديد علينا بيطل شباب إخوان المقطم بيقول (اضحك للدنيا تضحكلك)، وبنفكرك أن (طريق التميز نادرا مايكون مزدحماً) فانزل بدري شوية علشان مايزحمش عليك، واصنع لنفسك طريق وخلاص، لازم يكون فيه هدف، يا إما هتنجرف ويمكن تنحرف (حدد لنفسك هدف النهاردة)، وطول مانت ماشي قول وصلي على الرسول (صلى على رسول الله)، وأول ماتركب عربيتك أو على باب الميكروباص ترفع جلابيتك حدد أولوياتك وقول (سبحان الذي سخر لنا هذا) ، ودايماً افتكر كلمة الحاجة ليك وانت ماشي على طريقك (ربنا يستر طريقك) ولما تتصل وتقولها أنا عاوز الدعوات كلها هتلاقيها بتقوللك (ربنا يفتحلك الأبواب المغلقة)، ودايماً مراتك الشاطرة المؤمنة بتفكرك (أكل ولادك من حلال) وهى هى أم العيال قبل ماترجع البيت بتقوللك (ماتنساش حاجة البيت أحسن؟!!) ولازم تبقى عارف قدراتك وأن الموضوع مش بس في عضلاتك (قدر ذاتك وثق في قدراتك) علشان (هناك دائماً مكان على القمة)، المكان ده مستنيك وبعد اللفة دي كلها مع شباب بيحبك وبتحبهم، تقدر تقول yes you can
حطينا عنوان لاصطباحة النهاردة (تفائلوا!!)

بننشر الخير على حبل محبتكم بمشابك قلبنا، يارب يكون يوم جميل علينا كلنا، أستنونا في مكان جديد واصطباحة جديدة أو حاجة تانية جديدة وشاركنا رأيك عن وقفتنا على صفحتنا وقول أحلى شعار عجبك..

وعجبي!!!











Saturday, May 4, 2013

تناسيت...كسلاً!!



بت أتناسى بعض الأشياء لوقتٍ طويل جداً، تناسيت كسلاً حتى كيف أسطر الكلمات، تناسيت كيف أصنع الجمل وكيف أتكلم مع أوراقي وكيف يحلو لي السهر مع أقلامي الملونة والأوراق المبعثرة على أرجاء سريري، وكيف أسهر أمام التلفاز أتابع أحد الأفلام العربية العتيقة إلى أن يداهمني النوم وأصحو على صراخ أمي الشاكية من تصرفي المهمل، تناسيت الجري أيضاً وسط الألوان وصخب الموسيقى التي أصبها في أذنيّ، واكتفيت بالتمارين السويدية الخاملة، ارتميت في صندوق العمل اليومي وروتين الحياة العملية.
وصحوت اليوم بعد 12 ساعةٍ متواصلةٍ من النوم وهى فرصةٌ قد لاتتكرر إلا مرةً في كل عامٍ على أقل تقدير، لأصطدم بأنني لم أكتب منذ مايزيد عن ثلاثة أو أربعة أشهرٍ تقريباً وهى أطول مدةٍ جافيت فيها أوراقي، اكتشفت أنني كنت أفعل كل مايزيدني زخماً ويملأ وقتي بالأحداث ولكنني في خضم التناسي تذكرت أنني نسيت عمل كل مايبهجني ويجعلني راضيةً عن سعادتي التي أغزلها بما أحب من أعمال.

مهمٌ أن يمتلئ وقتك دوماً بما هو مفيد، ولكن الأهم أن يكون هناك جزءاً من وقتك مخصصاً دوماً لما تحب من أعمال تبعث في نفسك السعادة التي ترضيك.
فقط لاتتناسى نفسك!!

Friday, April 26, 2013

Rhythm 0

Marina Abramović
Rhythm 0 performance (1974)

To test the limits of the relationship between performer and audience, Abramović developed one of her most challenging (and best-known) performances. She assigned a passive role to herself, with the public being the force which would act on her.
Abramović had placed upon a table 72 objects that people were allowed to use (a sign informed them) in any way that they chose. Some of these were objects that could give pleasure, while others could be wielded to inflict pain, or to harm her. Among them were a rose, a feather, honey, a whip, scissors, a scalpel, a gun and a single bullet. For six hours the artist allowed the audience members to manipulate her body and actions.
Initially, members of the audience reacted with caution and modesty, but as time passed (and the artist remained impassive) people began to act more aggressively. As Abramović described it later:

“What I learned was that... if you leave it up to the audience, they can kill you.”, “and I felt really violated: they cut up my clothes, stuck rose thorns in my stomach, one person aimed the gun at my head, and another took it away. It created an aggressive atmosphere. After exactly 6 hours, as planned, I stood up and started walking toward the audience. Everyone ran away, to escape an actual confrontation.”
“It was kind of a lesson…I’m standing there, just dressed in T-shirt and black jeans and these are the object. So you also can not do anything, so why are you doing this? What is the public’s limit to the artist? There are so many interesting questions posed for this performance. And to see how the public really lose control - that’s kind of frightening.
There was this person who cut my neck with a razor and drank my blood. There was another who gave me a rose and a third person who cut my clothes and who took the thorn of the rose and stuck it into my body. They undressed me; they didn’t rape me because their wives were there…the women would tell the men what to do to me. And there was one who came with a handkerchief and took my tears running down my face.
They carried me around, put me on the table and stab the knife between my legs. And then one man took the pistol, put the bullet and put it my hand and held it to my head to see if I would really pull the trigger by pressing my hand. And I didn’t have any resistance. And then came another person who took the pistol and threw it out of the window”





Instructions
There are 72 objects on the table that can be used on me as desired.

Performance
I am the object. During this time I take full responsibility.

6 hours (8 pm-2 am)
Studio Morra, Naples

List of objects on the table:
gun
bullet
blue paint
comb
bell
whip
lipstick
pocket knife
fork
perfume
spoon
cotton
flowers
matches
rose
candle
water
scarf
mirror
drinking glass
polaroid camera
feather
chains
nails
needle
safety pin
hairpin
brush
bandage
red paint
white paint
scissors
pen
book
hat
handkerchief
sheet of white paper
kitchen knife
hammer
saw
piece of wood
ax
stick
bone of lamb
newspaper
bread
wine
honey
salt
sugar
soap
cake
metal pipe
scalpel
metal spear
box of razor blades
dish
flute
band aid
alcohol
medal
coat
shoes
chair
leather strings
yarn
wire
sulphur
grapes
olive oil
rosemary branch
apple




I stumbled upon this when I watched a documentary about her life and works. There are many interpretations and takeaways from this but here are a few thoughts:

People are seem inherently violent but are not always so. Remember the person who took the gun away and threw it out the window? Why did they do so? Selfish reasons, perhaps, but still, why?
What makes people violent?
Because they’re allowed to?
Because of curiosity? Power?
It seems to be a combination of at least two in this case.
Contexts matter. Would the outcome have been different if the experiment was conducted in an open space? In another country? Did people feel that it was alright to hurt her because it was expected?
Would the outcome have been different if the artist were, let’s say, male? Or younger/older? Disabled?
People do not like confrontation.



Friday, March 22, 2013

ألحان النور الحزينة



صُنفت من أكثر اللقطات إثارةً للمشاعر في التاريخ الحديث، اللقطة التقطت للطفل البرازيلي (دييكو فرازاو توركاتو) وهو يعزف في جنازة معلمه المقطوعه المفضلة لمعلمه الذي أنقذه من بيئة الفقر والإجرام التي كان يعيشها.
يُذكر أن دييكو كان يعاني منذ صغره من عدة أمراض منها التهاب السحايا، لكنها لم تفقده حماسه الموسيقي وشغفه بهذا الفن، كما أنه كان جزءاً من فرقة أوركسترا أفرورجاي التي مازالت رمزا للأمل لمكافحة سرطان الدم، كانت تعزف لجمع التبرعات لمكافحة سرطان الدم ومكافحة دخول الشباب الى الجماعات المجرمة في البرازيل.
في أبريل 2010 قاد فرقته الموسيقية للفوز بجائزة من قبل صحيفة o globo، لكنه توفي في ذات العام متأثراً بمضاعفات عملية أُجريت له، ليتوقف قلبه عن النبض بعد 12 سنة فقط من الحياة ويده عن العزف لكن لم يقف أصدقاؤه عن تحقيق ما كان يصبو إليه دييكو ومعلمه، ولتبقى صورته تعبر عن حزنه الذي لم يستطع إخفائه.



Saturday, February 23, 2013

حلم العيش على أعتاب الأرصفة



في بداية ثورة يوليو كان جمال عبد الناصر فى جولة بالقطار بمحافظات الصعيد، وكان القطار يقف فى كل محطة ويلوح عبد الناصر بيديه للناس، وفى إحدى المحطات أراد أحد عمال التراحيل أن يقول شيئاً للرئيس ولم ينجح، فألقى عليه بمنديله المحلاوى، وتلقف عبدالناصر المنديل بينما أصيب الأمن المرافق له بالهلع خوفاً من أن يكون داخل المنديل قنبلة، وفتح الرئيس المنديل فوجد به ( بصلة و رغيف عيش بتاو)، ولم يفهم أحد من الحضور رغم نمو حاسة حب الاستطلاع، لماذا رمى الرجل الطيب بهذا المنديل وما داخله؟
إلا أن جمال عبد الناصر كان الوحيد الذى فهم ماذا تعنى هذه الرسالة وأطل برأسه بسرعة من القطار واخذ يرفع صوته فى اتجاه الرجل الذى ألقى بمنديل قائلاً له: " الرسالة وصلت يا أبويا، الرسالة وصلت."، وعندما وصل أسوان أصدر قانون عمال التراحيل والحد الأدنى والأقصى للأجور، وفى خطابه مساءً ذلك اليوم فى جماهير أسوان قال:"أحب أقول إن الرسالة وصلت وأننا قررنا زيادة أجر عامل التراحيل إلى 25 قرشاً فى اليوم بدلاً من 12 قرشاً فقط، كما تقرر تطبيق نظام التأمين الاجتماعي والصحي على عمال التراحيل لأول مرة فى مصر"
لقد فهم جمال عبد الناصر الرسالة التى لم يستطع أحد غيره أن يكسر شفرتها، فالمنديل المحلاوى هو رمز عمال التراحيل وهم العمال الموسميين الذين يتغربون فى البلاد بحثاً عن لقمة العيش ولا يجدون ما يأكلونه سوى عيش البتاو وهو نوع من الخبز يعرفه أبناء الصعيد يصنع من الذرة مع مسحوق الحلبة.






واليوم وبعد أن مر أكثر من ستون عاماً على ثورة 52، أرى وأنا أمر يومياً على ميدان السيدة عائشة في طريق ذهابي إلى عملي مايفوق العشرات الرجال الوافدين من المحافظات والأقاليم بعد أن لاحقهم الإهمال والتهميش بحثاً عن فرصة عمل لم يعثروا عليها في محافظاتهم ليجدوا أنفسهم فريسةً للبطالة في العاصمة التي يفر ساكنوها  في الأساس إلى الدول العربية بحثاً عن فرص حياة أفضل، يأتون ولا ملاذ لهم إلا سوق العمال، إنهم عمال التراحيل من يجلسون على نواصي الشوارع والأرصفة متسلحين بقوتهم العضلية التي تأكها الرطوبة حاملين أدواتهم البسيطة ينتظرون الأمل يحمله لهم أحد المقاولين حينما يأتيهم بأحد أعمال رفع مواد البناء أو الهدم أو أي أعمال يدويةٍ شاقةٍ.
وليست السيدة عائشة فحسب هى الملجأ الوحيد لهم بل انتشرت أسواق العمال أيضاً في أماكن وسط ميدان رمسيس والاسعاف والمطرية والمرج وشبرا ومدينة نصر بالأحياء السابع والثامن والعاشر ومدينة 6أكتوبر، والعمرانية والهرم.
يفترشون الأرصفة رجالٌ ارتسمت على ملامحهم خطوط الفقر والموت واليأس والاحباط والخوف، تتراوح أعمارهم مابين عقدي العشرين إلى الكهولة، جالسين يملأهم الرجاء بأن يرزقهم الله بعملٍ ليومهم هذا يدر عليهم البضع من الجنيهات التي لاتكاد تسد رمق العيش لأصحاب العيشة المتوسطة في ظروف البلاد الحالية، وإن ابتسم الحظ لأحدهم ومرت أحدى السيارات التي يتعلق الأمل بهم لينزل منها أحد مقاولين الأنفار من من يبحثون عن عدد من عمال التراحيل الأقوياء لحفر قواعد أساس إحدي البنايات أو هدم خرسانة أو غيرها من أعمال المعمار، يكون التفاوض علي الأجر قاسياً حيث يفرض شروطه ويهددهم بين الحين والآخر بتركه لهم والبحث عن غيرهم لعلمه بمدي حاجتهم، وتكون المفاوضات حول السعر أقل وطأة إذا كان صاحب السيارة شخصا عادياً يبحث عمن يهدم له حائطاً أو يحمل ردماً من منزله، وغالبا ما يتراوح الأجر بين 35 و50 جنيهاً في اليوم الواحد لكل عامل منهم، ليعودوا في المساء خائري القوي لا يجدون مكاناً محدداً يبيتون فيه إلا داخل إحدى العمارات تحت الإنشاء مقابل عدة جنيهات يدفعونها لحارس العقار كل ليلة وكثيرا ما يبيتون في الحدائق أو لدى أحد البوابين والخفراء. 

وفي خضم التنازعات التي يتكالب عليها كل المصريين لايوجد من يتحدث إليه هؤلاء الرجال الذين لم تتيح لهم الحياة فرصةً لاختيار حياتهم ورسم خطوطٍ لمستقبلهم ومستقبل أسرهم.
أتأملهم يومياً سائلةً نفسي هل كان يظن عبد الناصر حينها أنه مبعوثٌ إلهي يحمل لهم الأمل بتوفير قانون مؤقت انتهى بانتهاءه، لم يعلم أنه بإيمانه الماركسي العميق كان هو السبب في تهجيرهم من أراضيهم بتمليكه الأراضي التي ارتفعت تكاليف الحفاظ عليها مما اضطرهم لبيعها والسعى وراء طرقٍ للعيش.

أين هم من قوانين عبد الناصر الآن؟ وأين هم من أيٍ من قوانين الثورات؟ أين هم من استثماراتٍ وتوفير تأمينات صحية واجتماعية لاتعود عليهم بأي الأشكال؟ أين هم من تهافت أرباب المصالح العليا والمتشدقين بصالح الشعب المطحون وشعارات الثورة الجوفاء "عيش...حرية...عدالة اجتماعية"؟
أضحيت أشك في أهداف جميع الثورات التي قامت وسوف تقوم على أنقاض من يحتاجون القيام الثورات كل يوم لأجل رفاهية العيش فقط، يقيناً لقد فشلت جميع ثورات العالم أن توفر لأحد هؤلاء الرجال حياةً آدمية كريمة وإن كانت بسيطة كل البساطة وتكفي فقط لسد احتياحات الحياه له ولأسرته.

تباً لجميع القوانين والثورات والايدولوجيات التي صنعها البشر ليبررون جشعهم بالعيش تحت شعار إنسانيتهم المزيفة!!