By: Alexandra Marinina |
هدوءٌ يغلف الجدران المحيطة بالمدينة التي لم تعد فاضلة، التي لم يعد
سكانها آمنون ولم يعد يفكرون سوى باليوم أن يمضي بسلام ودون أن ينتهي بسماع صراخات
تتأوه من فرط ألمٍ ما أحلّ بها أو إحباطٍ صامت يدق أبواب أرواحنا الهادئة التي
أصبحت تترقب المستجدات.
بتنا نراقب الوقت الذي لطالما بات يراقبنا دون أن ينبس ببنت شفة عمّا يحمله
لنا من مفاجئات، ودون أن يُنبهنا أنه يمر
أسرع من ما نتصور، بعد أن كان يحمل الأمل بين دقائقه و ثوانيه أصبح يحمل الخوف من
مستقبل الثواني القادمة، أصبح الجميع يخافون من الغد، من المستقبل، من المفاجئات،
ومن الأمل أن يكون خادعاً أيضاً، فباتوا لايفكرون سوى في اليوم أن يمضي...
وعلى خلفيةٍ موسيقيةٍ باهتة بدأت أرقص رقصة الوداع الأخيرة في باحة أطلال مدينتي
الفاضلة، علَّها لم تكن يوماً، علِّها كانت بقع ألوانٍ براقة تناثرت رُغماً عني
على أوراقي المبعثرة هنا و هناك فظننتها لوحةً حقيقية للواقع، علَّني كنت حالمةً متظاهرةً
بما هو غير واقعي وحان الأوان أن أُسدل الستار على رومانسية العصر الذي مرّ فلم
يعد هناك سوى طرق غير متقاطعة يمر كلٌ منا على حداً غير آبه أو مكترث، فمنا من
وصل، ومنا من لايزال يسير آملاً في الوصول يوماً، ومنا من لم ولن يصل...
No comments:
Post a Comment