هل صحوت يوماً على صوتٍ من الماضي يناديك بأغنيةٍ صاحبت موقفاً محبطاً حدث
معك يوماً وفقدت معه الأمل، لاتعلم تحديداً مالذي قد استدعاها لتحتل ذهنك و
تظل تدندن في عقلك وإن حاولت الهرب منها مراراً و مراراً.
وأظل أتسائل، ماهذا الصوت الذي يناديني من الماضي؟ و لماذا أهرب منه؟ أهي
رسالةٌ مبهمةٌ أتتني في نومي لتوقظني و تجعلني أبحث طوال يومي عن حلٍ لما قد يجول
في خاطري و أتجاهله طوال الوقت؟ أهو الحل الذي أظل أتغافله؟ أيحذرني و يبعث لي بعض
اللإشارات لكي لا أستمر في نفس الطريق؟ أم يداعبني برقةٍ كي لا أتناسى في زخم حاضري
أن هناك أحداثٌ لا يجب أن أتناساها في طريق الوصول لهدفي.
ما يؤرقني كونه يظل يصاحبني في صحوتي و منامي، كأنه ضميري الذي يجذبني من
جذور أصولي إلى سطح الحياة، يفتح لي صناديقي المغلقة ليستخرج منها ذكرياتي ليريني
جلياً ما أسعدني منها و يرمي بما قد أزعجني في
بحارٍ بعيدة عن رؤياي.
أكره هذا الصدى عندما يصدح في لحظات الإحباط المؤلم بصوتٍ عالٍ أكاد لا
أسمع سواه، و أحب ارتباطه بذهني بفكرة كونه حارسي القابع في أركان نفسي الغامضة
الذي يمحو الإحباط بصوت أغنيةٍ أشجنتني..
No comments:
Post a Comment