Friday, October 25, 2013

بعد هدوء العاصفة

By: Alexandra Marinina
هدوءٌ يغلف الجدران المحيطة بالمدينة التي لم تعد فاضلة، التي لم يعد سكانها آمنون ولم يعد يفكرون سوى باليوم أن يمضي بسلام ودون أن ينتهي بسماع صراخات تتأوه من فرط ألمٍ ما أحلّ بها أو إحباطٍ صامت يدق أبواب أرواحنا الهادئة التي أصبحت تترقب المستجدات.
بتنا نراقب الوقت الذي لطالما بات يراقبنا دون أن ينبس ببنت شفة عمّا يحمله لنا من مفاجئات،  ودون أن يُنبهنا أنه يمر أسرع من ما نتصور، بعد أن كان يحمل الأمل بين دقائقه و ثوانيه أصبح يحمل الخوف من مستقبل الثواني القادمة، أصبح الجميع يخافون من الغد، من المستقبل، من المفاجئات، ومن الأمل أن يكون خادعاً أيضاً، فباتوا لايفكرون سوى في اليوم أن يمضي...

وعلى خلفيةٍ موسيقيةٍ باهتة بدأت أرقص رقصة الوداع الأخيرة في باحة أطلال مدينتي الفاضلة، علَّها لم تكن يوماً، علِّها كانت بقع ألوانٍ براقة تناثرت رُغماً عني على أوراقي المبعثرة هنا و هناك فظننتها لوحةً حقيقية للواقع، علَّني كنت حالمةً متظاهرةً بما هو غير واقعي وحان الأوان أن أُسدل الستار على رومانسية العصر الذي مرّ فلم يعد هناك سوى طرق غير متقاطعة يمر كلٌ منا على حداً غير آبه أو مكترث، فمنا من وصل، ومنا من لايزال يسير آملاً في الوصول يوماً، ومنا من لم ولن يصل...

Saturday, October 5, 2013

في لوحتك النفسية



عندما تفقد الشهية لأن تتكلم و تسرد ما تشعر به، عندما تعجز أن تتكلم لأن الجمل استعصت في عظمتها على أن تصف ما يجول في داخلك فقط اسكت و إلتقط فرشاتك و أطلق العنان ليديك تنساب من خلالها ما يريد أن يفتح أبواباً منك للهروب خارجاً حيث النور..
حيث لاتتراكم الأفكار تثقلك، و ستتفاجأ حين ترى نفسك تخرج من طفحات يديك لترى  الموقف و قد مرَّ كاملاً في خطوط قلمك يرسم ملامح القلق و تنهيدات الإحباط، ستلمس بعينيك جبالاً عاليةً من القلق اللا مبرر و أنهاراً منسابةً من دموعٍ طويلةٍ بسببٍ أو بدون سبب.
بدون وعىٍ منك سترى في لوحتك الحل الذي يتضارب ما بين تفكيرٍ و شعور، بدون أن تشعر سترى أين أنت و ماذا تريد وعلى أي أرضٍ تقف.. فقط بدون أن تشعر..