في الصف الأول الإعدادي (1/1) حينما
عدت إلى مصر، حينما كانت الحياة ملونةٌ ومختلفةٌ عن مانعهده الآن من تغييرات في
أوجه الحياة، حينما كان المعلم صاحب قضيةٍ إنسانية و كانت المدرسة هى البيت الثاني للطالب والتي يقضي فيها معظم ساعات حياته،
وحينما قابلته...
صاحب الوجه البشوش الذي لايفقد
ابتسامته إلا في مزاجٍ مضطربٍ أو عصبيةٍ شديدة، شخصيةٌ متزنة وذات ميولٍ راسخة،
رجلٌ قلما نقابل أمثاله في عالمنا حيث تجتمع فيه جميع الصفات المهذبة، حيث الأبوة
الحانية والنصيحة الصادقة والإهتمام المفرط والحب الفياض الذي يغمر جميع من حوله
من أنواع البشر، ذلك الرجل هو معلمي!
أذكر أول ماسألني إياه بابتسامته
المعهودة "إنتي مصرية؟!" وذلك لتكسر مفردات اللغة المصرية لدي في ذلك
الوقت، ومن هنا بدأت علاقتنا تطضدد وصداقتي به على المستوى الإنساني تزداد يوماً
من بعد يوم.
أذكر كم ساعدني على الخروج من أزمة
التأقلم سريعاً بصداقته لي.
أذكر كم شاركني الكثير من أحداث
حياتي كأبٍ حانٍ، وأهداني الكثير من نصائح الحياة كصديقٍ مخلص.
أذكر كم كان سعيداً بتخرجي
وزميلاتي من الجامعة وكم كان فخوراً بنا.
واليوم قد رحل...
ذهب في رحلةٍ طويلةٍ بعيدةٍ عن
الدنيا.. أكاد أشاهد مامرّ به في رحلته الأخيرة بالتفصيل.. يروعني ماأرآه في مشهد
موته إلى الآن، ويفطر قلبي أنه لم يمت بسلام، وجلّ مايهدئ من روعي أنني كلما
تذكرته أرى ابتسامته الأخاذة وهو يناديني بطريقته المعهودة "صاصا" فأطمئن
عليه.
أ/أحمد حلمي.. معلمي.. أحفظ صنيعك
ونصائحك عن ظهر قلب، فلترحل في سلام الله ولك منا صلواتٌ وفاتحةٌ ودعاء إلى الله
بأن يطمئن روحك ويرحمك ويغفر لك ويسكنك جناتٍ عريضة..
إنا لله وإنا إليه راجعون...
No comments:
Post a Comment