Friday, December 23, 2011

لوحةٌ في الأحلام



هناك حيث السماء ملبدةٌ بالغيوم الرمادية تكاد تبتلع أي شعاع شمسٍ مضئ يقرر أن يحارب من أجل بقاءه، وتتأهب الحياة لأن تغتسل بمياه المطر الذي تشتاق إليه لتنظف نفسها مما علق بها من شوائب الأفكار وغباء الأفعال وغبار الزمن وضوضاء البشر وكلامهم.
اختفى الوجود لا أكاد أسمع سوى رفرفة الطيور تسبح بتناغم وسلام في عليائها متحديةً أن يقرر أحداً إيقافها، وخطوات أحصنةٍ هادئة آتية من مكان بعيد يحمل كلٌ منها علامةً في روحي تجعلني أعرفه من وقع أقدامه، تقترب مني وتناديني أن أشاركها رحلتها، والغريب أنني لست بخائفةٍ أو جازعةٍ من شئ ما، لأنني موقنةٌ أنني وإن ابتعدت وطال بي السفر سأعود لمنزلي الهادئ الذي يقبع في أحد أركان عقلي، لاأحتاج أن أتكلم ولاأحتاج لأن أرى فقط أحتاجه أن يفتح لي أبوابه ليضمني ويحميني من مواجهات الحياة.

وعندها فتحت عيوني لأستيقظ إلى الواقع من جديد فما فات ماهو إلا لوحةٌ رسمت في خيال الأحلام الخصب حاملةً بداخلها الآمال العميقة في السلام والهدوء بعيداً عن صخب الأحداث وتعقيدات الأمور، وهكذا تعودنا ربط كل مرغوبٍ و جميلٍ بالأحلام حيث المثالية، حيث مانريد حقاً، حيث لايوجد مكان للهؤلاء، هادموا الأحلام.

No comments: