Thursday, December 13, 2012

لا قيمة للحقيقة التي يتم الوصول إليها على مذبح الحرية


لأول مرة أصحى النهاردة على صوت غير صوت نوبة الصحيان اللي بسمعها من مقر الكتيبة العسكرية اللي بيطل عليها المقطم، صحيت على صوت رصاص حي بينضرب، ومش أي رصاص ده رصاص ميري مترخص من ضباط شرطة في نقطة الشرطة اللي جنب عمارتي بالضبط.
البيت كله صحي واتجه ناحية شبابيك بيتنا واترصينا وكلنا مرعوبين، كأن الحرب قامت جنب بيتنا، ناس بتصرخ وعربية شرطة بتطارد واحد "بني آدم" ومش سامعين منه غير "والله ماكانش قصدي، والكعبة غصبٍ عني"..
ومسكوه وضربوه العلقة اللي مايخدهاش حرامي اتقفش وهو بيسرق، واتجر جرة بهايمي للعربية واترمى فيها زي أي شنطة مافيهاش حاجة مهمة يتخاف عليها، وف الآخر إدى الضابط طلقتين في الهوا إعلاناً عن انتصار الخير على الشر في لقطة كلها عنجهية وتخلف..
هيبة الشرطة مش بس اتكسرت من أيام نكسة يناير المجيدة، بس كمان قيمة الخير اللي كنّا بنلجأ لهم فيها ضاعت واترمت مع آخر شعور بالإنسانية ممكن يخبط على باب اليأس والإحباط وعدم الأمان اللي مغلفنا.
في  الحقيقة ده خلاني أجاوب على سؤال جوايا "ليه البلطجية كتروا كدة؟!" والإجابة: علشان ماحدش بيحترم القانون ولا العدالة في العالم بحاله.
وده خلاني عاوزة أشارككم الجزء ده من كتاب لعادل حمودة اسمه "قنابل ومصاحف":
"إنما في العصر الحديث تخص الاستجواب من فكرة التعذيب بعد أن سادت حقوق الإنسان وصدرت إعلانات هذه الحقوق التي حظرت تعذيب المتهم، وأكدت هذا المعنى الاتفاقات الدولية للحقوق المدنية والسياسية، ونصت عليه الكثير من الدساتير ومنها دستور جمهورية مصر العربية.
لأن الهدف من الإجراءات الجنائية ليس هو كشف الحقيقة بعيداً عن احترام المتهم-ومن ثم يجب معاملته بهذه الصفة في جميع الإجراءات مما يتعين معه احترام حريته وتأكيد ضماناتها، فلا قيمة للحقيقة التي يتم الوصول إليها على مذبح الحرية، لأن الشرعية التي يقوم عليها نظام الدولة تتطلب حماية الحرية في مواجهة السلطة والقانون الذي تخضع له الدولة ويكفل احترام الحريات بقدر مايعمل على معاقبة المجرمين، وإذن فتغلب جانب السلطة والعقاب على جانب الحرية والضمانات ليس إلا افتئاتاً على الشرعية وخروجاً على أهداف القانون من أجل ذلك يتعين أن يكون الاستجواب نزيهاً لمعرفة الحقيقة"

Friday, October 19, 2012

حربٌ بداخلي


تعيش لتقابل الكثير من الأحداث التي تؤثر على حياتك بسلبٍ أو إيجاب، ولكن قليلاً مانقابل ما يدفعنا للتساؤل عن سبب الحياة في مجتمعنا الذي وُجدنا فيه مرغمين على التعامل مع معطياته التي قد لا تتفق مع ماتربينا عليه ونشأنا على الإيمان بمبادئه منذ وُلدنا.
ولكن ماذا لو أصبح كل ماتربيتَ على الإيمان به مجرد ترهاتٍ لا أصل لها، فجأةٌ تقف بين حائطين أحدهما ماتعيش مؤمناً به والآخر هو ماتحتاجه من أدواتٍ لتتكيف على الوضع الذي فرضته عليك مفردات المجتمع في وقتٍ انفلتت فيه المعايير الأخلاقية وتدنت فيه جميع المعاني الإنسانية إلى أدني طبقات الحضيض. هل تختار أن تكافح دفاعاً عن شرف مبادئك أم تختار أن تكون بعضاً من بقايا انسان؟!
أعلم أنني يائسةٌ بعيدةٌ كل البعد عن بلاد الأمل، ولكن مجتمعٌ أعيش فيه يغمرني إحباطاً ويعطيني في كل يومٌ أصحو فيه بي العديد من أبواب الأمل أفتحها مئات الأبواب المغلقة التي وجب عليّ أن أحارب لفتحها أو للبقاء مختبئةً خلفها منتظرةً لحظةً للراحة...

Thursday, September 6, 2012

إنت هنا ليه؟

أحياناً بيقف البني آدم حائراً عمّال يدوّر جوة صندوق أفكاره اللي شايله جواه على إجابة لسؤال بيتكرر كل مايبدأ يعمل خطوة مختلفة أو يكون في مكان جديد أو يشارك في أي عمل أو نشاط برة الكادر اللي اتعود عليه، "هوا أنا بعمل إيه هنا؟ أنا هنا ليه؟!!"...
السؤال فعلاً محير وأحياناً بتاخدنا دماغنا لبعيد ونبدأ نتفلسف في الإجابة لدرجة ممكن توصلنا لأصل وجودنا في الحياة من الأساس، وهنا الدماغ ممكن تبدأ تصدّع من كتر الكلام والتفكير...
بس لو جربنا ناخد مغزى السؤال من منطلق أول حاجة بتيجي على بالنا أول ما نسمعه ولقطنا أول فلاش للكلام اللي بيترسم في عقلنا وقت مابنسأله، هيكتشف كل واحد مننا إن الإجابة شايلة هدف الحياة بالنسبة ليه، هوه دة اللي إحنا بجد مؤمنين بيه وعلشانه بنمشي في طريق يمكن بيكون بالصدفة اتحطينا فيه، بس بنقرر نكمل فيه اعتماداً على حدس كل واحد فينا، ومن وقتها الدنيا بتتغير.
بتستغرب من الإجابة أحياناً كتير، بس كفاية إنك تبص في عينيه علشان تحس حجم الإيمان اللي بيحتويه وحركو و جابو في المكان ده على الرغم من كل ملامح اليأس والإحباط وضبابية الرؤية اللي مالية سما المصريين اليومين دول بحكم الظروف السياسية المتلخبطة واللا مستقرة.

في الكام يوم اللي فاتوا وفي لوحة فنية حية اسمها (صنع في مصر) اتجمعوا حبّة كدة من الشباب من مختلف الاتجاهات الفكرية والعلمية ومن مختلف الرؤى و الأهداف، اتجمعوا على عمل وحيد، يمكن وحيد في تجميعه ليهم كده، بس الأهداف اللي جمعت الناس حواليه قطعاً مش وحيدة.
صب كل واحد مننا فيه مما يحمل من إبداعٍ يخصه وحده، ورحل آخر اليوم تاركاً بصمته للذكرى، وتاركاً بداخلي هذا السؤال المحوري الذي وجهته لكلٍ منهم "ماالذي دفعك لإمضاء بعضٍ من وقت حياتك في هذا الطريق؟!".
وبصراحة كانت الإجابات مثيرة وكتيرة ومختلفة وممتعة جداً، علشان كدة قررت أشارككم منّها:


 "خُلقت لأعمل وأساعد وأكافح، وأحس بنعم الله رب العالمين".
"لأنه عصر العلم!!".
"لاقتناعي أن الحياة ليست عمل فقط وأنه يجب أن أساعد الآخرين مما تعلمت ولحبي للعمل ولأفيد وأستفيد!".
"عاوز أشوف مصر دولة صناعية، علشان كدة بشارك في (صنع في مصر)، لأن مشاريع التخرج هى الأساس لأكبر الشركات والمصانع في العالم".
"علشان أتعلم حاجة مختلفة وأكون عضو في مجتمع جديد، مجتمع مهندسين أصل التطور، وعلشان أتكلم عن تجربة ممتعة مع ناس مختلفين".
"لاستمتع بوقتي مع مجموعة لها نفس طريقة التفكير، ولها نفس الهدف".
"هو جزء من رد الجميل لمن قرروا أن يقضوا جزءاً من حياتهم  من أجلي حينما كنت طالباً".
"لله رب العالمين".
"لارد بعضاً للمجتمع الذي أعيش فيه، وأقابل أصدقاءٍ جدد وأشاركهم ويشاركونني السعادة".
"لاكتساب خبرة جديدة والتعرف على أشخاص جديدة نشيطة".
"علشان أنفع ناس كتير بإني أساعدهم في عرض مشاريعهم وكمان علشان أغير جو شوية برة الجيش".
"حسيت إنما فيه طريق لتغيير المستقبل للأحسن، وبالفعل كانت نقطة تحول في رسم مستقبل حياتي اللي أصلاً أنا دلوقتي مقتنع إنه ماشي صح، شكراً (صنع في مصر)".
"علشان مصر تبقى أحلى".
"علشان طول عمري نفسي أحس إني بعمل حاجة مفيدة للناس، دايماً شايفين حاجات محتاجة تتصلح وتتطور ومحدش بيعمل حاجة ولما لاقيت الفرصة أن فعلاً أعمل تغيير في المجتمع اللي أنا عايشة فيه استغليت الفرصة، وبس".
"حلم حياتي إني أرى نتجات مكتوب عليها (صنع في مصر) وتكون نواة لبحث علمي قوي واقتصاد قوي وشباب متفتح ذو أساس علمي وعملي قوي من أجل بناء دولة علمية مدنية نتباهى بها في المستقبل القريب-إن شاء الله-".
"من باب زكاة العلم".
"بداية لانطلاق مصر".
"كان الله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه!".
"علشان معتقد إن العمل التطوعي واجب على كل واحد، وكل واحد لازم يقدم الخدمة دي في المكان المناسب ليه، وشايف إن (صنع في مصر) هى أكثر مكان مناسب ليّا".

ودي نماذج من الإجابات اللي ممكن تغير الكون وتقلبه لإنها نابعة من إيمان كل واحد منهم بقضيته وبوجوده، الحقيقة كنت بثبت لنفسي إن كلنا مؤمنين بقضايانا ومش بس بنادي بمجموعة شعارات مالهاش صدى جوانا، وده دوري للإجابة على السؤال:
"أصدق أن تغيير مجتمع مثل مصر يحتاج إلى ثورةٍ صادقةٍ على النفس، يحتاج إلى إيمان كل منّا في مكانه بإن له من المساحة ولو الصغيرة ليعمل فيها بإخلاص ليثبت أن للمجتمع أطرافاً عديدة تعمل من أجل بناءه، وأنا هنا في مكاني المناسب للعطاء الذي يتكامل من أطرافٍ عديدة ليعطي نتائج أبهرت لفيفٌ ممن يكبروننا عمراً وخبرة..
إنه الإيمان الذي يحرك جبالاً ويعدو فوق سطور المستحيل ليطويها..أننا مجموعةٌ من خيوط الشمس التي تكاملت في نموذج مصغرٍ للواقع و أشرقت في يوم المهندس المصري...يوم شباب مصر"

في الحقيقة كل ده بيفكرني بمشهد من فيلم "في بيتنا رجل" لإحسان عبد القدوس لما عبد الحميد (رشدي أباظة) سأل إبراهيم حمدي (عمر الشريف) سؤال الفيلم المحوري: "ليه عملت كل ده وعرضت حياتك كلها للخطر؟!" فجاوبه: "الإيمان ياعبد الحميد...الإيمان!!".




Thursday, August 2, 2012

خواطر سماوية


هل رأيته يوماً يطير في السماء السوداء العالية حاملاً معه حقيبةً ذهبيةً تتساقط منها بعض النجوم التي تتهاوى بكل سحرٍ على بعض البيوت المتهاوية الأسقف والجدران؟!
قد لاتكون واعياً بشكلٍ كافٍ لتدرك حقاً مارأيت، ولكننا نطمح إلى الخيال في واقعنا، وقد تكون ماذا أردنا لها أن تكون.
لربما هى أماني المحرومين، وطلبات المحتاجين، ورجاء الآملين، وأحلام الطامحين...
لربما هى أفكار العلماء، وأحلام المراهقات، وأمنيات الطلبة والآباء...
لربما هى مستقبلٌ غامضٌ سوف يأتي أو حقيقةٌ سوف تتكشف...
لربما هى آهات ودموع، لربما هى بسمات، لربما هى ضحكات وسعادة...
لربما هى همس حبٍ أو غزلٌ من نوعٍ غير محسوس...
لربما هى دعواتٌ صالحات لكل من أحب أحداً فدعا الله تعالى له في ليلةٍ مباركة...
لربما هى مغفراتٌ وحسناتٌ تترامى على بيوتٍ صالحةٍ في جوف الليل...
و لربما هى خيالاتي في أول ساعات الصباح حينما أقضي يوماً كاملاً في العمل مضنيةً آخر ماتبقى لي من مجهود لأعود في آخر اليوم وأستلقي على فراشي ناقصة الوعي غير مكتملة الأفكار، مطلقةً العنان لأيٍ ما يجول بخاطري مسلطةً عيناي نحو سماء الليل الواسعة التي تمتلئ بالنجوم والشهب المتطايرة...

Monday, July 23, 2012

من جيل الماضي


أصبحت للأسف الشديد أخاف من العقول التي تحيط بي..
خاصةً تلك التي تقاربني في النضج والعمر، فالكل يتناسى ماتعلمه طوال سنوات دراسته والكل يشتكي، والكل يتشكك في كل مايحدث.
أضحى الأمر مرعباً إلى أن وصل إلى حد إنكار التاريخ والحاضر الذي قد عشناه بأنفسنا، قد يكونون محقين في خوفهم كونهم لم يعيشوا الماضي، فهم لايعلمون كل ما حدث، ولاحتى كل ما يحدث.
لكن مايخيفني حقاً فكرة إنكار أي مجهودٍ وإنكار الواقع لدرجةً أصبحوا معها فاقدين المعاني لأيٍ كان، أصبحت أطمئن في صحبة كبار السن وذوي الخبرة، قد لايكون لهم هذا القدر من التعلم أو فهم معطيات العصر الحديث، قد لايفهمون المصطلحات الجديدة التي استحدثها عصرنا نحن، ولكنهم قطعاً أكثر ديمقراطيةً، وأوسع إدراكاً ووعياً لما كان، كأنهم خليط الماضي القديم وسنوات الخبرة مطعمةٌ ببعضٍ من حداثة العصر.
أشعر بغرابةٍ حقاً حينما أناقش أحد أبناء عمري وأجده منغلقاً متحجر الرأس، وأندهش حقاً حينما أجد ذلك التناغم بيني وبين من يكبرونني عمراً ويزيدونني خبرةً، لعلني حقاً لا أنتمي لهذا الجيل صاحب التطور والتكنولوجيا.
فأنا من عصر رومانسي خفيف الطلة.
أنا من أتباع وهاب وفيروز وفؤاد عبد المجيد.
أنا من رواد الحروب القديمة وتاريخ العصور الوسطى.
أنا من هيئة الدفاع عن الماضي والتاريخ ومن هواة الاحتفاظ بالأثريات.
أنا من يسكن جسد شابةٍ يافعة وأنا في الستين من عمري...ولا أزال أحلــم...

Wednesday, July 18, 2012

والحياة هي ما يحدث لك بينما أنت مشغولاً بخططٍ أخرى


في مثل هذا الوقت من الزمن ترتدي الحياة ثوبها الأصفر الباهت وقبعة الجو المحبط الذي غطى سماءها وأعطى بعضاً من سماته للبشر فأصبحت وجوههم سواء، ملامحهم هادئة، ونفوسهم مليئة بالأحداث والبراكين الكامنة التي تنتظر الانفجار بين اللحظة والأخرى.
أعلم يقيناً أن تلك الحياة قاسية على من يقسون على أنفسهم ويجلدونها بسياط اليأس والإحباط والتخاذل، ليس ذلك بضعفٍ منهم بقدر ماهو استسلام لحالةٍ ما تصيبنا بعد تجربةٍ مؤسفة أو غير موفقة في أي مجال من المجالات المفتوحة لنا، وبقدر ماكان من الأمل بقدر ماتأتي خيبة الأمل سريعاً.
وفي الواقع نحن لاندرك حقيقة الغلاف إلا لو تصفحنا ورقات الكتاب، فلا نفهم الواقع إلا لو دلفنا بين دهاليز الألغاز لحلها ووضعنا بأنفسنا في غمار التجربة لاستساغة مايحدث وفهمه ونيل شرف تجربتنا الخاصة، حتى ولو كنّا نعلم علم اليقين النتيجة مسبقاً من خبراتنا وخبرات من حولنا في تجارب الحياة المتسلسلة والغير منقطعة، لكننا نصر على المرور بكل المراحل بالتجربة بكل شجاعة ظناً منّا أن الحياة سوف تغير من طباعها من أجل بقاء أحدٍ ما، ولكن في الحقيقة الإجابة الصريحة هى "لا"، ليس عنفاً أو ظلماً منها بقدر ماهو سذاجةٌ وسطحية منّا نحن.

أظنني الآن بتُ أقف على أعتاب حقيقةٍ مؤلمة، لكي نحيا ونتعلم حقاً وجب علينا التكتيك ووضع الخطط المضادة لرغبة الواقع لصالح مانوده حقاً لأنفسنا، أن نتكيف في واقع البيئة التي تحيط بنا لنفهمها قبل البدء في أخذ المواقف المعادية والتي لاتأتي بثمار ناضجةٍ على الإطلاق، فقط اليأس والإحباط الذي يحيل البعض إلى ورقات صفراء في جوٍ عاصفٍ تستعد للسقوط أرضاً في أي لحظةٍ وأخرى.

الحياة اختيارٌ حر، فأنت في نهاية المطاف عليك الاختيار بين مصيرين واضحين أحدهما وأنت تقف على قدميك مواجهاً والآخر أن تكون جاثياً على ركبتيك منتحباً تستجدى الرحمة.

Thursday, June 28, 2012

كلام ع الطريق


"نفسي يارب أفضل عايش وأشتغل في البلد دي علشان ماعرفش غيرها، وأجوز ولادي الاتنين فيها وبكدة أبقى أديت واجبي كله، وبعدين بقى أموت وأتدفن في بلدنا جنب أبويا وأمي!"
يمكن دي ببساطة الجملة اللي قالهالي الأسطى عوض سواق التاكسي وهو بيوصلني للمكان اللي كنت رايحاه النهاردة، كانت الساعة أربعة العصر والشمس محسساني إنها في قمة فرحتها مع إنها كانت واخدة طاقة كل الناس ومفرهضاهم النهاردة بحكم آخر الأسبوع بقى.
ركبت التاكسي و والراديو كان شغّال على أغنية فيروز اللي بتجنني "فيكن تنسوا صور حبايبكم، فيكن تنسوا لون الورد و ورق رسايلكم، فيكن تنسوا الخبز الكلام أسامي الأيام و المجد اللي إلكم، لكن شو ما صار ماتنسوا وطنكم....".
ولاقيت السواق اتسلطن وقام قايل: "الله يافيروز..الله لو العالم دول سمعوكي دلوقتي زي مانا سامعك"، وطبعاً فضولي نساني الحر والصهد والإجهاد وإحباط اليومين اللي فاتوا وقررت أكسر صمتي السياسي اللي كنت إبتديته وسألته بلؤم علشان أسمع منه كل اللي جواه: "قصدك مين؟ اللي في التحرير ولا اللي في البيوت ولا اللي ماسكين البلد ولا مين؟!!"
قاللي: "بيني وبينك..كل المصريين، كلهم كبيرهم وصغيرهم، كلهم لازم ينسوا كل حاجة ويفتكروا بلدهم اللي واقعة، مش المشكلة في الثورة اللي قامت ولا في المجاميع اللي بقت بتحارب في بعضها زي حماس وفتح كدة على أرض واحدة، المشكلة في المصري لما يبقى وحش، ماحدش بيقدر يصلحه ولا يأثر فيه، كله بيبقى عاوز يعلى ويدوس، البلد مش الأرض اللي بنحبها وبنغنيلها، البلد دي الناس الغلابة اللي محدش شايفهم، بالك انتي...البلد مش هتتصلح لحد ماربك ياخد كل اللي عليها!!"
سألته: "ليه محبط كدة؟، خلي أملك في ربنا كبير، لو ربنا عاوز البلد دي توقع ماكانش حمانا كل الأيام دي، ممكن الدنيا تبقى أحسن نوعاً ما، أنا عندي أمل!!"
قام قايلي: "ولا هيحصل!! إنتي مفكرة المصريين ملايكة؟!، لو ثاروا علشان اللي زيي مانا أهو!!
أنا كنت شغّال سواق خاص في شركة لرجال أعمال أتراك في المنطقة الصناعية، وبعد الثورة قفلوا ورجعوا بلدهم ومشوني وأنا مش شهادة ولامعايا صنعة ولانايم على قرشين، سواق وعندي عيلة، مرمطة سنة عشت فيها الذل بستلف من ده وأتحايل على ده أشتغل مع ده يومين وده يومين لحد ماولاد الحلال ساعدوني ولميت حق التاكسي ده، من بعد موظف بمرتب 3000 جنيه كل شهر بقيت موظف عند نفسي بلقط رزقي يوم بيوم، يوم أرجع بـ200 جنيه ويوم أرجع مش مكمل 20 جنيه، تفتكري أنا عاوز إيه من الدنيا؟!"
سألته: "نفسك في إيه؟!!"
قاللي اللي قاله ولقيتني بيأس مع كل كلمة بيقولها وبنزل بيها لسابع أرض، مش لأن حلمه غلط ولاحاجة، بس لأن حلمه بسيط قوي، ومصر بكل السياسيين و المثقفين و المتعلمين و المتفلسفين واللي عاملين فاهمين على اللي فعلاً فاهمين مش هيقدروا مهما عملوا يوصلوا لطريقة منطقية يحققوا بيها حلم الراجل ده، ولو إنه حلم بسيط بس حلم يائس، مليان قلق وخوف من بكرة لا مايلحقهوش ويحقق لولاده الأمان اللي فقده في خبرته المحبطة مع الناس.

ووصلت وكان لازم أنزل، وجربت أستنصح وأزود أجرة العداد من باب التعاطف الإنساني بس لاقيته بيقوقفني و بيقولي: "ماتصدقنيش مش كل المصريين وحشيين، لما المصريين بيفضفضوا مع بعضيهم مش لازم يكونوا بيشحتوا!! ده بيبقى من غلبهم مش أكتر"، وإداني الفلوس الزيادة في إيدايا ودعالي دعوة رجفتني: "روحي ربنا يرضى عليكي ويريح بالك ويبسطك يابنتي!!"

مشيت وفي دماغي افتراضات وأسئلة، لو الراجل ده صعبان عليا وجربت ألمله فلوس من كل الناس اللي أعرفها ممكن أحققله حتى نص حلمه، طيب لو الراجل ده بالذات صعبان عليا كده، طيب اللي ظروفهم أصعب من كده هيصعبوا عليا قد إيه؟ ده أنا ممكن أموت نفسي من إحباطي عليهم!!!
طيب لو لمينا الفلوس وساعدناه، هنعرف نلم فلوس لكل الناس اللي صعبانة علينا دي إزاي؟
طيب لو الراجل ده شغّال حتى لو مش بيكسب فلوس بتكفيه، اللي مش شغالين عايشين إزاي ؟
طيب الراجل ده كان صعبان عليا حاله بس على الأقل عارف يقول نفسه في إيه؟ طيب باقي الناس هيكون ليها نفس في حاجة؟!!

Wednesday, June 27, 2012

أحتاج فقط لأن أنام


إلى متى سيظل عقلي يعمل؟
سؤالي الذي يفرض سطوته على أعصابي مراراً كلما ضاقت بي الحياة بمشاكلها ومتغيراتها ومعطياتها التي تفرضها علىّ دون هوادة.
سلسلة الأفكار لاتنتهي، وبرمجة كل مايجول بخاطري أصبح مستفزاً لدرجةٍ أود معها لو أن العالم يتوقف عن الحياة والصخب، الضجيج أصبح في كل مكان والأفواه تتحرك دون توقف، الأطفال تبكي، والكبار يتجادلون في كل مواضيع الحياة من سياسة واقتصاد و حرب و حب و زواج و طلاق و سفر و امتحانات و عمل و مطبخ و أطفال و احتياجات و ملل و مال وأعمال و موت و حياة، أبواق العربات تضوج في كل الأنحاء من حولي، وجميع الهواتف تدق في آنٍ واحد، الكلام لايتوقف، الحياة لاتتوقف.
أضحيت أسمع صدى الأفكار تدور في فراغات عقلي لأراها مصورةً في أحلامٍ طويلة ومتواصلة حتى بعد الصحو، أضحيت أسمع سريان الدم يجري في أوردة رقبتي ليغذي ذلك العقل الذي أود له أن يتوقف ولو قليلاً، أتمنى لو أن العالم يتوقف عن الضخب والضجيج ولو لبضع ساعات، أقذف فيها بنفسي في سريري الوثير وأغمض عيناي ولا يمر بخاطري أي فكرةٍ أو حلم.
ربما أحتاج فقط لأن أنام.

Wednesday, June 20, 2012

نسيانٌ يصاحبه الموت


كانت مكالمةٌ هاتفيةً من أحد زملاء العمل طالباً لصنيعٍ أقدمه له قد يساعد والده المريض كي يبكر من موعد إجراءه لعمليةٍ جراحيةٍ ما بحكم عملي في مستشفاً عام، وقد وعدته بتقديم أقصى ما أستطيع.
وكان أيضاً يوماً حافلاً بالعديد من إجتماعات العمل وأحداث الحياة، ومر يوماً ويوماً آخر وقد نسيت، نسيت ماكان من المكالمة، نسيت كأن مرض الألزهايمر أصاب ماتبقى من ثنايا عقلي الشاب، نسيت أن هناك شخصاً ينتظر مني بعض الخلاص لحاله، نسيت أن أقدم بعض ما أستطيع لذلك الرجل الضعيف الحال.
مرّ يومان ولم أتذكر إلا عندما باغتتني إحدى الرسائل تخبرني بوفاة ذلك الرجل، تجمد بعض الدم في عروق رأسي كأن الحياة توقفت لبضع دقائق لتخطرني بعد ذلك، أنه هو ذلك الرجل الذي طلب منك بالأمس مساعدةً لم تلبيها!!

بعمري لم أتوانى عن تقديم عونٍ لأيٍ من إحتاجه مني، والآن فقط وجب علىّ النسيان، كأنني قتلته، مات وفتح بما يقض مضجعي العديد من التساؤلات...
كيف نسيت؟ أيفترض أن أنسى وأنا بمثل هذا العمر الشاب؟ أيفترض أن أنسى مثل هذا الطلب؟
هل نسيت حقاً أم تناسيت عمداً ولا أشعر؟
إن لم أنسى هل كان سيعيش بعضاً آخر من حياته؟

أحلم به يوماً من بعد يوم، يعاتبني برقةٍ مخجلة...
أطلب منك حيث كنت أن تسامح نسياني، وإن كنت ساعدت مرضك في أن يقتطع ماتبقى من حياتك لتكون الآن بعيداً عن ذويك فاعلم أنني أشعر بالذنب يقتطع من ضميري أوصالاً، أنحني أسفاً لك وأعلم أنني بسببك سوف أراقب نفسي يوماً من بعد يوم كي لا أنسى.

رحمك الله رحمةً واسعة وجعل مستقرك في جناته وألهم ذويك الصبر والسلوان..آمين

Saturday, May 19, 2012

مليت من عشرة نفسي


حملتني هذه الأنغام على سحابةٍ عالية وطارت بي لسنين طويلة إلى الوراء عندما كنّا صغاراً، ولم نحمل في داخلنا صراعات تعانينا، كنّا لانحلم بأكبر من دميةٍ نلونها بملابسٍ من صنع أيدينا ويبهجنا أكل الشيكولاتة واللعب مع الأطفال الغرباء.
كنّا نحلم بأن نكبر بسرعة لنرتدي الفساتين الطويلة ونتزين بالمبهج من ألوان الماكياج، وعندما اجتذبنا الزمن من حقبات الطفولة لنصبح في زمن الكبار كبرت معنا الأيام والمعاني وتضخمت في عقولنا المواقف من شئ لايجوز أن يحدث إلى شئ ممنوع أن تقترب منه تماماً، لقد ملّ البعض فعلاً من تعقيدات روحه وعشرة نفسه لمدة طويلة من الزمن، فتقلصت أحلامنا لنود أن نكون صغاراً بأرواحٍ شفافة من جديد لنفاجأ أن أطفال هذا العصر بلا أرواح خاصة وإنما بأرواح مكتسبة من أرواح الكبار الذين يحيطونهم.
أود أحياناً أن أعود إلى الوراء لا لأصحح مافات، ولكن لأحمل معي بعضاً من متعلقات الماضي التي أفتقدها الآن ومن بينها دميتي ذات الفستان الأصفر التي تفوقني طولاً وجمالاً.

Monday, May 7, 2012

! عاقلة..ومجنونة وقابلاها كدة


كل مابشوفها بحس إنها أقوى حد قابلته ف يوم، صلبة ومش بتخاف من حد، جريئة وواضحة، أجدع حد في الأزمات وبتدوس على أي حد يفكر يؤذيها أو يجرحها، أقوى قرارات ممكن تاخدها منها ومش من أي راجل في الدنيا، مش المرأة الحديدية بس يمكن هى أقرب حد ليها، ومع كل ده لسة جواها كلام مابيتقالش، كل ماببص جوا عنيها بشوف كل اللي مش بتقوله، على الرغم من كل الزخم اللي في حياتها وعيلتها وصحابها اللي حواليها وماليين حياتها، والشغل والفُسَح والمواضيع اللي بتفتحها و الضحك اللي مش بيفارق وشها ببصلها وأعرف إنها قلقانة وفي حاجة كبيرة ضايعة منها.
لسة خوافة قوي البنت دي مابتسلمش بالساهل، مش سهل تعرف منها مالها، وقت مابتزعل بتدخل جوا أوضة جواها وبتفضل قافلة بابها وتحط على وشها يافطة ابتسامة تحل مشاكل الدنيا من حواليها، مش بتوزع ثقتها على كل اللي بتقابله لأنها شافت كل الألوان في حياتها ورسمت بيهم بروتريه محتفظة بيه ومش عاوزة تبيعه أبداً، وتسألها: "إيه؟" تقولك: "مش ندمانة، هى دي الحياة، مش المطلوب إنها تكون سهلة علشان نعيشها، بس لازم نكون قد امتحاناتها! ونتعلم من اللي فات"
واللي جاي مالوش ذنب غير إنه جاي متأخر عن معاده، وعلشان تعرفها بجد لازم تستحمل حمامات الثلج اللي بتغرقك بيها في الأول، مش عجرفة منها بس أسوار حواليها ماضية عليها بإسمها وساكنة جواها، تقدر تخبط وممكن تفتحلك وتوارب بابها، بس ممكن تهدها وتدخلها لو وصلها إحساس الأمان والثقة معاك، وممكن تديلك عمرها كله من غير لحظة تفكير، وممكن برده لو إنت زهقت من الغموض والمحاولة تلف وترجع تاني من مطرح ماجيت ومعاك سلامات منها وبوكيه ورد أبيض يخليك كل ماتفتكرها تبتسم.
وباسألها تقوللي: "الموضوع مش صعب، يمكن مجنونة بس واضحة، واللي هايمسك إيدي وهايجري معايا هاروح معاه لآخر الدنيا، وهموت هناك." !!

Thursday, April 12, 2012

لاتجادل الأحمق


أنظر أحياناً إلى وجه أحدهم لأراه يمتلئ بالكلام يرويه، يود لو أن تعيره أذنيك ليقول مايريد فتشعر وكأنك تود أن تسمعه من باب المساعدة الإنسانية البحتة لتفاجأ أن مايقوله يشبه كلاماً سمعته من قبل وجملاً مسترسلةً بنفس الكيفية والأسلوب، نعم فهى جملٌ لأحد المشاهير قالها عبر لقاءٍ صحفي، أو حديث لأحد الشخصيات التي تلاقي صداً في نفسك قرأته فترى أنك متجاوبٌ معه فتنساق دون إرادة منك إلى ترديده بنفس الكيفية، وهكذا إلى أن تشعر أنك تسكن في قرية صغيرة وأطرافها محدودة فتلقي الكلمات شرقاً لتعود إلى أذنيك من الغرب، إنها الحقيقة فالمعرفة أصبحت جملاً مقتبسة من هذا وذاك ولمحبي الرفاهية المترفة فهم لايريدون أن يبذلوا من المجهود أدناه لمعرفة معلومةٍ تثريهم وتنمي من أسلوب الحوار وترقيه، فترى بعد أن استرقوا الأراء ينتقدون اختلافك معهم في مايقولون حتى وإن كنت تمتلك رصيداً ولو باليسير من ماتؤمن به من أفكار ومبادئ وانفعالات إنسانية ناتجةً من الخبرات التي عاصرتها، فقد تكون بلا أدنى نفعٍ يذكر لأنك لاتلقي بكلامك في أذانٍ مستمعة، وقد تتطور المناقشات إلى النقد اللاذع الذي قد لايملك معه البعض إلا السكوت لوذاً من سياط ألسنتهم وفقر معرفتهم، وعندما تقرر بمحض إرادتك أن تكمل مابدأتماه من كلام وحواراتٍ ناضجة تجد وقد تطرق الكلام إلى نقد وتحول النقد إلى مواضيع متفرقة بعيدةً كل البعد عن نقطة النقاش الأساسية كمن يقود سيارته في طريقه إلى عمله صباحاً ليرى نفسه وقد أصبح في محل لبيع المخبوزات، فيقف مندهشاً مستغرباً عن كيفية توهانه إلى هذا الحد.
أصبحت لاتمتلك إلا نظراتٍ ساكنة تستمع بها لتستطيع أن تفهم مايدور بذهن من يخاطبك لتتفهم موقفه وتتعرف قدر ماتستطيع على نمط تفكيره، فلربما يوجد لديه ما تكمل به ماينقص لديك وتسد به ثغرات وهم الثقافة الذي يمتلكه، لربما لايملك من الشجاعة أن يختلف، فللأسف لم ندرك إلى الآن أننا شعبٌ مختلفين عن سوانا، وكلٌ منا مختلفٌ عن بعضه، قد نتشابه لأننا من نسج التراب، وقد نختلف لأننا بشر مختلفوا الهوية والتفكير، قد نرى أننا نمتلك حريةً للكلام وديمقراطية لكي نُسمع، ولكننا في الواقع يمتلك كلٌ منا ديكتاتوراً خاصاً به يقتصر فقط في معرفة حقوقه ولايمتلك وقتاً لمعرفة واجباته التي عليه، وهكذا نصنع أجيالاً تحمل جيناتٍ عجيبة التكوين لايعلم مصيرها إلا الله...فلنا الله.
وأنا كبشر لاأمتلك ماأحكم به على هؤلاء إلا قولٌ أحبه لهتلر "لاتجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما"

Saturday, March 31, 2012

هناك...في تلك الحياة


مهمةٌ حقيرة جداً أن تقرر بمحض إرادتك أن تعيش لنفسك فقط دون أن تعير انتباهاً إلى أن هناك من الكائنات سواك في هذا الحياة، بشراً أو حتى حيواناً، انظر حولك بعناية قبل أن تعبر الحياة، فهناك حقاً من يحتاجون إليك.
هناك من يحتاجون أن تؤنسهم فقط بوجودك، أن تغير مجرى حياتهم، هناك من يحتاجون لبسمةٍ منك ليستعيروا من الحياة بعض الأمل لبعضٍ من الوقت، هناك مهموماً ينتظر منك أن تربت على كتفيه لتزيح عنه بعضاً من همومه ويتقاسم معك بعضاً من ألمه ليرتاح، هناك كهلاً وحيداً يحتاج أن يجعل من يديك عكازاً ليعبر به طريق وحدته الصعب، هناك من يحتاج جواباً منك لأسئلته، هناك طفلٌ يحتاج أن ينادي أباً وهناك أباً يود لو يأوى ابناً، هناك صديقٌ وفي لم تجده بعد، ورفيقٌ مخلصٌ ينتظر أن يشاركك رحلة الحياة، هناك وفي كل ركنٍ حكاية تود أن تشملك، وفي كل قصيدةٍ بيتٌ يود لو يحتويك، هناك وفي كل من مجالات الحياة من يحتاج مجهوداتك وللمشاركة في الإنماء، هناك وطنٌ يحتاجك مجهوداً وحماساً شاباً في لحظاتٍ فارقة، وهناك انساناً يقبع بداخل كلٍ منا يحتاجه باقي البشر وتحتاجه أنت شخصياً.
فلا تبتئس ولا تيأس ولاتختار الهروب طريقاً سهلاً، وكافح بما تبقى لك من الحياة، افتح أبوابك وأخرج لتواجه شمس الحياة المنيرة، ففي كل يومٍ يهبنا الله نوراً جديداً يمتزج بطيفٍ مختلفٍ من كل مكان بالأرض ليختلف معه مذاق الحياة وطعم الكفاح بها.

Tuesday, March 20, 2012

Congratulations :)



"Dreams do come true, if only we wish hard enough. You can have anything in life if you will sacrifice everything else for it." 
~ J.M. Barrie (Peter Pan)

And today I heard one of my dreams comes true, I feel the air filling my lungs, happy and proud of you my friend.

Friday, March 16, 2012

Dreamy moon!



That guy reminds me of someone fall in love with the moon, dream to dance upon its surface with his beloved girl to say "I love you" for the first time to her wishin' heart, if you lookin' now to their eyes will see fade dreams and stuck memories can't get rides of them, you may don't know what happens..but c'est la vie..not all of us know, or even want to know, they don't need to activate pain of heart again, feel deadly pains once the first light of love come directly to your eyes, makes you remember, then tears fall down, heart still cryin' and want every time to shout "I need you" but that in vain as when both tied by souls the pain will be more deeper and deeper
the only thing still awake to see all of that is the moon, which treat us gently all the time.

Monday, March 12, 2012

كلام على حافة اللاوعي


كيف تخرج من دائرة تحيطك نيراناً، كيف تجري وتبتعد عن من يلاحقك وأنت خائفٌ منه لتكتشف في شدة لهثك وتعبك أن ماتخافه يقبع في أدخلك ويحفر عميقاً في روحك دون أن تلاحظ، لاتكتشف إلا عندما ترى المواقف تتكرر، وشريط السينما لايتوقف عن العرض، والأضواء لاتزال خافتة، والناس مشغولين كلٌ في مايجول برأسه من أحداث وأنت قابع في أحضان كرسيك الوثير مغمضاً عيناك لتغمغم بكلماتٍ غير مفهومةٍ لأحدٍ سواك، لتنادي باسمٍ وحيد يجول في حافة عقلك اللاواعي لمايحدث في الواقع.
غالباً أن مايحدث في الواقع ليس أليماً بقدر ماهو واقعي، فالنتائج منطقية بالنسبة إلى مايحدث باستمرار، قد تكن فارساً في أعينهم لبعض الوقت ولكن ليس مطلوباً منك أن تكون فارساً حقيقياً فقط كن أنت، كن بطلاً طبيعياً، ففي أعينهم تكن الصورة مختلفة تماماً عن الواقع، قد تكون الحياة لأحدهم وقد يجلب الحياة لك بوجوده وأنت تعلم وهو يعلم، ويضحي من أجل هذا الشعور بالكثير، ولكنه يذبح معنى الحياة الذي غرسه بيديه، ليس أنه قاسياً ولكنه فقط كان واقعياً، واختار أن يتظاهر بالجهل، اختار أن يدّعي الحياة بظلمٍ وأنه ويعيش، وقد لايزال يخدش في أحجار روحك المتراصة في هدوء.
غريبٌ ماأتفوه به في بعض الأوقات، وقد يكون صحياً لي أن أخرجه من داخلي أياً ماكان، فليت العالم يفصح مابداخله كي لايحمل أحدهم الأعباء وحيداً في عالمه، لأنه لاتوجد أفرادٌ في الدنيا تتناغم بقدر ماتدّعي، فأنت وحيد في مطلق الأحوال في عالمك المغلق على روحك، تصرخ في بهو واسعٍ لترى ثقيل ماحملت وقد خفّ، وترقص وحيداً في صحراءٍ لترى النجوم في السماوات تدعوك للسمو بعيداً عن ماتلوثت به روحك من الإدعاءات بالسعادة، وتصلي تضرعاً في سرٍ مع إلهك وتعلم أنه يسمعك ويجيبك متى دعوت، وتشعر بتلك الروح التي احتلت بداخلك مكاناً منذ زمنٍ بعيد لتشعر بها تخنقك وتذهب أنفاسك إلى هناك، إلى حيث إلتقيتما، إلى حيث تحدثتما، إلى حيث تراقصتما في أول الحفلة وحدكما دون أن تتفحصكما الأعين اللاهثة، وتأتي لحظةً تتأمل فيها ماحدث لتستنتج أنك اخترت أن تعيش وفي اختيارك بعضٌ من الموت البطئ، فأنت وقد لاتعلم تسير على حافة الدنيا هادئاً مغمضاً عيناك، تعلم أنك قد تفلت زمام قدميك لتسقط، وتعلم أنك قد تجتاز الطريق بثقة، ولكنك في كل الأحوال تحتاج أن توجه الكلمات وأن تخرجه من ظلام يأسك وأن يذهب في طريقه بعيداً عن عيناك، لاتتركه يصادفك في شوراع تتأملها ولاتدع الطرقات الفارغة في مغيب الشتاء تذكرك بماقضيته فيها، أن تجعله يركب سحاباً عالياً ويسافر بعيداً عن تلك الجدران الصامدة، فقد قررت واخترت..أن تكون واقعياً..والواقع مؤلم.

Thursday, March 8, 2012

Sentimental Value!



True success not about feeling progress you made step-by-step or how much you exhausted of work, it's about knowing there are people deeply appreciate your effort even if you thought once that they didn't, it’s about how they say gently "Thanks!" the way that raise your soul up.
Then you'll feel like you've never get tired or exhausted of running up, just you need to keep going...that's sentimental value of life..
and this is my deep THANKS to all my team and my leaders..

Friday, February 17, 2012

إحساسٌ جاف


اعتدتُ أن أراه وإن كان خيالاً، اعتدت أن تحرقني نظراته الناقمة، واعتدتُ في كل مرةٍ وبقلبٍ بارد أن أضعه في كفنه وأحفر قبره بيدي وأدفنه فيه مثلما علّمني، ناثرةً وردي الأبيض وذارفةً لآخر دموع اشتياقي لمامرّ من أحداثٍ، وأظلُّ أزوره من آنٍ لآخر لأقرأه فاتحةً وأتلوه مااعتدت من دعواتٍ، إلى أن تغمرني الحياة أحداثاً تُغرقني انشغالاً فأنسى زيارته، ولكنني أظلُّ حاملةً في روحي نسماتٍ من ذلك الطيف والرائحة والصوت، وذكرياتٍ من نسْجِنا معاً كأنها سجنٌ لافرار منه وذنبٌ لاتوبة له، وهذا هو الحال، أتحمل ماأٌقذف به إلى أن يأتيني ذلك اليوم فأتوقف فيه عن ممارسة الحياة وأُدفن في عالمٍ آخر...

Friday, February 10, 2012

مرآة تعكس المجتمع ولاتعكس التاريخ



قد تكون مُغيباً لبعض الوقت ولكن يستحيل أن تغيب عنك الحقائق طول الوقت، وإن كنت من هؤلاء اللذين عاشوا التاريخ ومن اللذين ينقبون في جحور الألعاب السياسية القديمة، وحُمِّلوا عبء نقل مايحملون لأجيالٍ جديدة خصبة العقول جاهزة لأن تستقبل بذور مايزرع بداخلها وترويها بأحاديث هذا وأراء ذاك، فأنت وحدك أمينٌ على الأحداث وحافظٌ لها من أي مساسٍ ضار، وهذا مايغفل عنه العديد من حاملي ألوية الدفاعات الغير مثقفة من بنو الوطن في أوقات المحن، قد لانعلم كل شئٍ عن بعض شئ وهذا طبيعي، ولكن قطعاً ماتتناقله الصحافة والإعلام يومياً من أحداثٍ يبث فينا مايغذي اقتناع كل منّا على حدة، وكلٌ على خلفيته ومايتشكل لديه من أراء من خبرات احتكاكاته بالبشر من حوله.
إذن فإن بعضٌ غير قليل من مايتناقل اليوم من أخبار تغلب عليه صفة عدم اكتمال المصداقية لتعدد سياسات القنوات وخططها، وبالتالي فهم لايدركون أنهم بذلك غير مبالين بما يرصدونه في سجلات التاريخ من أخبار غير مدروسة العواقب في المستقبل القادم لأجيال تشب على الأحداث، وبناءً على ذلك فإن ماوصل إلينا من أحداثٍ تاريخية عن الاحتلالات والحروب ونكسة 76 والاستنزاف وعصر الملك فاروق والرؤساء نجيب وعبد الناصر والسادات ومبارك كانت ومازالت محل عبثٍ من العديدين من أصحاب الاتجاهات السياسية المتزمتة والمختلفة، قد يكون الكاتب ذو رؤيةٍ سياسية، قد يكون الصحفي ذو أراءٍ تحليليةٍ في الأحداث السياسية، وقد يكون المذيع أو الإعلامي ناقل الأخبار من ذوي الثقافة السياسية المتعلقة بما يُعَد له، ولكن بالقطع لن يكون أياً منهم سفيراً لأحد البلدان أو محارباً في الجيش أو مراسل أخبار حربيّ أو رئيساً لأحد البلاد.

أذكر في هذا السياق ماقاله أنيس منصور عن الرئيس السادات عندما كان يمليه مذكراته في عدة جلسات أنه كان يتمتع بذاكرةٍ قويةٍ جداً للأحداث التي تمر عليه فهو يذكر التواريخ بأيامها وكانت هذه إحدى الصفات الضرورية التي أشار إليها رئيس وزراء بريطانيا هارولد ولسون في كتابه عن (رئاسة الوزراء) قال: يجب أن يتحلى الرئيس بثلاث: أن يكون قوي الذاكرة، وأن يكون لديه إحساس بالتاريخ وبدوره هو في التاريخ، وأن ينام بعمق.
وكانت كل هذه الصفات عند الرئيس السادات، وكان هو يقول أن الفرق بينه وبين الرئيس عبد الناصر: أن عبد الناصر قد وضع تليفونات كثيرة على مكتبه والراديو، ولذلك هو متوتر دائماً وينتظر الأخبار المحلية والدولية، يصحو وينام عليها، أما السادات فليس له مكتب، إنه جالس هناك في الحديقة بعيداً عن التليفونات وعن شدة الأعصاب.

وأذكر عندما كنت عضوةً في إحدى مشاريع جامعة الدول العربية وقت دراستي أنني كنت من هواة جمع المقالات القديمة العمر من أرصفة الأزبكية فقد كانت تغذيني بما أفقده من روايات جدتي وأمي وأقاربي وأصدقائي ممن عاشوا التواريخ القديمة بحذافيرها، كنت أرى الأحداث بأعينهم وكأنني عشتها، وكانت قرائاتي تزيدها إثراءً للمعلومات أو تعويضاً لما كان منقوصاً، ففي عصرٍ ليس ببعيدٍ جداً كانت الصحافة مرآةً لمجتمعٍ لما تنقله من أحداثٍ واضحة كوضوح رؤية نفسك في المرآة، ولكن أعيش اليوم عصراً تعد حتى رؤيتك لنفسك في المرآة تثير في النفس العديد من التساؤلات عن ماهية من تكون وإن كنت تعرف نفسك حقاً أم لا، فكيف لنا أن نصدق كل مانسمعه أو نقرأه.
وفي وقتٍ ليس ببعيد وصلت فيه الصحافة والتلفزيون في عصر الرئيس مبارك لدرجةٍ من الحرية والإباحية ماكان يسمح للعديدين من أبناء الإعلام لاستغلالها لقذف هذا وذاك، فأصبحت حرية نقل الأخبار والأحداث مبارياتٍ لفقد نزاهة المهنية لدى المُتلقي، وإن كان يمتهنها العديد من غير أصحابها، وحتى وإن كانت تطبق عليهم بنود القانون من حبسٍ أو غرامات مالية، فقد وصل الشعب لدرجةٍ من عدم المبالاة بما يجد من أحداثٍ ومنهم أنا بعد أن فقدنا مصداقية التاريخ وأحداثه بما يُنقل وعن طريق من ينقله لنا، والآن بعد أحداث فوضى يناير 2011 وتنحي الرئيس مبارك أصبح الحال في الإعلام يُرثى له خاصةٍ حينما أرى العديدين من من كانوا يحملون ألسنةً حرة مقيدين بما وجب عليهم قوله لنيل شرف إرضاء الفوضى، وبعد أن كانت الصحافة ونقل الأحداث من أرقى المهن لما تعكسه لمجتمعاتها ولما يواجهه أربابها من صعوباتٍ على مختلف الأصعدة لنقل الحقائق لمجتمعٍ يعجز أكثر من نصفه عن مجاراة كل الأحداث لعدم معرفته الحقيقة مجردةً من أراء هذا وذاك، أصبحت وسيلة كل من يمتلك مالاً ونفوذاً للظهور وإطلاق الأراء دون استناد ودون أدنى إحساسٍ بالتاريخ والدور الذي يمليه عليه الضمير، وأصبحت مرآتنا مشوشةً لانرى فيها من نحن وكيف يمكننا العبور من أزماتنا، فأخبارٌ تُسرد وتُكَذَّب في اليوم التالي، وقنواتٌ تُحرض على الانقلابات ضد أنظمة الدول وكأننا أضحينا معسكراً نازياً، وأصبحت مختلف طبقات الشعب محللين ونقَّاد بعد أن كنَّا مانسمى فقط...دولة مصر.
أخاف مما أتلقاه أن لا أستطيع يوماً تمييز حقائق التاريخ من زيفها، ولن أجد مرجعاً لدي في أرصفة الأزبكية...

Tuesday, January 31, 2012

للتاريخ...رزكار محمد أمين




االسيد رئيس المحكمة الجنائية العليا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد...

أتقدم بوافر التقدير والاحترام لسعادتكم وأقدم لكم كتاب استقالتي من إدارة محاكمة الرئيس صدام حسين والآخرين الذين معه استقالة مسببة، وللتاريخ فإنني أضع أسبابها بين أيديكم راجياً تحقيق العدالة في عراقنا الحبيب.
أنتم تعلمون سعادتكم مدى فداحة الضغوط التي تمارس على إدارة المحكمة من قبل السلطة الحاكمة الحالية، ضغوط دولية وسلطوية لايمكن للفرد ومهما يكن أن يتحملها، ولايمكن لأي فرد يملك قليلاً من الشرف أن يتقبلها، فهؤلاء ياصاحب السعادة لايريدون محكمة تحاكم الرئيس صدام حسين وأصحابه، بل يريدون منّا أن نأخذ دور ممثلين في مسرحية يتم تأليفها وإخراجها من قبلهم.
عظمة هذا الرجل وشيبته ووقاره، والحق الذي يقف به أمام المحكمة تجعل إدارة المحكمة في موقف ضعف لاتحسد عليه وتجعلنا في حيرة من أمرنا وصراعٍ كبير بين ضميرٍ عاشقٍ خالصٍ مع بعضه لهذا الرجل العظيم وبين مايُملى علينا من رغبات لمجاميع طائفية لاتملك في تلك المحكمة غير الحقد والكراهية والطائفية.
وفوق عظمة هذا الرجل تأتي عظمة القانون والشرع الذي لاتملكه محكمتنا هذه، فلا قانون سابق يؤهلنا لنحاكم هذا الرجل، ولاقانون جديد يُشرع لنا محاكمته على أعمال قديمة، فانتهينا إلى شعورٍ بأننا أصبحنا مفضوحين أمام ضمائرنا وعيون الشعوب الشريفة.
 هذه أسباب، وهناك أسباب أخرى كثيرة قد أستطيع أن أذكر منها إجلالي وتقديري لشخص هذا الرجل وثقتي بنزاهته وتجرده من أطماع يتقاتل عليها الفرقاء، عليه أرجو قبول الاستقالة التي لارجعة فيها ومهما كانت الأسباب...
وكان الله في عون من سوف يجلس على كرسينا هذا حتى ولو اختاروا بديلاً مصنوعاً من الخشب فوالله إن وقف هذا البديل أمام ذاك الرجل فسوف يحيي فيه ضميره الخشبي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رزكار محمد أمين 
مصادر: جريدة الأهرام عدد الجمعة 27 يناير 2012